للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأخرى - كالمَطْرة بعد المَطْرة والمنزل الموصوف، والمَطْرة التي تكون أَوّلًا لما يأتي بعدها (أي من مَطَرات مرة بعد مرة فتُسمَّى عَهْدَة باعتبار عَوْد مثلها وتعدّ وَسْمِية من حيث إنها تسم الأرض أي تترك فيها وسْمها أي آثار المطر لأنها الأُولى) ومن ذلك "فلان يتعهده صَرْع " (الصْرع يعاود صاحبه مَرَّةً بعد مرة) "والمعاهدة والاعتهاد والتعاهد والتعهد واحد، وهو إحداث العهد بما عَهِدته " (عود إليه).

ومن الصور القريبة من التكرار أن تستحضر الآن صورةَ رؤيةٍ أو لقاءٍ أو حالٍ كان منذ زَمن "العَهْدُ أن تَعْهَدَ الرجلَ على حال أو في مكان - يقال عَهْدِي به في حال كذا أو في مكان كذا ""عهدتُه بمكان كذا: لقيتُه "واستعمل في معنى العلم بوجود دائم في حَوزة {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} [الأعراف: ١٣٤، الزخرف: ٤٩] أي من عمق إيمانك به أو من النبوة التي أعطاكها [ينظر قر ٧/ ٢٧١] فهي نعمة (سابقة) يعلمها عندك. وفي [بحر ٤/ ٣٧٤]: أو بما وصاك أن تدعو به ليجيبك ". . ومن ذلك "العهد الحفاظ ورعاية الحُرْمة. "وإن حُسْنَ العهد من الإيمان ""إن كَرَم العهد. . ". أي رعاية المودّة (التي سبقت معاودة وتكرار) وهذا ملحوظ في قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} (يُرجَع إليه ويُلتزم به) {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: ٧٨, ٨٧]. إما بدعاءٍ بذلك في الدنيا، أو شهادة أن لا إله إلا اللَّه، أو أعمالٍ صالحة (أسلفها) [قر ١١/ ١٥٤، بحر ٦/ ٢٠١، ٢٠٤].

ومن هذه الفرعية "عَهِد الشيءَ (سمع): عَرَفه " (الفعل عرف يستعمل كثيرًا في ما نعبر عنه بـ (التعرّف) أي على ما كنتَ رأيتَه من قبل، فالرؤية الثانية تكرار للأولى).

<<  <  ج: ص:  >  >>