للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيء ثقوبَ المِصفاةِ نافذًا منها- وحَجْزُ ما لم يَنْفُذ تقييد، وكجَرْي الماء بين الشجر وإحاطته جذوعَه، وكإحاطة الغِلالة بالبدن مع تخللها بينه وبين الثياب الأخرى، وكتخلل البطائن، والمسامير رءوسَ الحِلَق والرِفاعة بين الثياب. . . إلخ. ومنه: "غَلَّ الدُهْنَ في رأسه (رد): أدخله في أُصول الشعر، والمرأةَ: حَشَاها، وغلَّ في الشيء غُلُولًا: دَخَلَ ". ومنه: "أغل الجازِرُ في الإهاب: إذا سَلخ فترك من اللحم (شيئًا) ملتزقًا بالإهاب "وهذا تخلل، و "ذلك اللحم الذي على الإهاب غَلَل "بالتحريك. والجازر يفعل ذلك ليحوزه وهذا ضم وإحاطة.

ومما في التخلل من خفاء المُتَخلِّل جاء قولهم: "غَلَّ: خَانَ في المَغْنَم وأخذَ منه قبَل القَسْم " (أَخْذ إلى الأثناء أي الحوزة في خِفْية. وجاءت الخفية من أنه أخذه إلى


= عن اشتمال، والياء عن اتصال، ويعبر التركيبان عن اشتمال على حِدّة يظهر أثرها في (غلو) ارتفاعًا هادئًا وفي (غلى) ارتفاعًا بفوران لاتصال الحدة. وفي (غول) يعبر التركيب الموسوط بالواو عن اشتمالِ: بَلْعٍ وإخفاء أو إمساك في العُمْق كغائلة الحوض. وفي (غلب) تعبر الباء عن تجمع رخو مع تلاصق، فيعبر التركيب عن علو مع عِظَم (كأنه من التراكم) ومع شدة هي من الحدة في الفصل -كما في الأغلب. وفي (غلظ) تعبر الظاء غلظ (جرم أو وقع) ويعبر التركيب عن عظم الجرم مع صلابة كما في الغَلظ من الأرض. وفي (غلف) تعبر الفاء عن إبعاد وإذهاب (أي إخراج)، ويعبر التركيب المختوم بها عن شيء خارج من الجرم إلى ظاهره حيث يغطيه كقُلْفَة الأغلف. وفي (غلق) تعبر القاف عن شدة متجمعة متعقدة في العمق أو الأثناء، والتركيب يعبر عن التئام على شدة أو حدّة بالغة في الأثناء كغلق الباب وكالغلقة الشجرة الموصوفة. وفي (غلم) تعبر الميم عن استواء والتئام ظاهري، ويعبر التركيب عن التئام الشيء على قوة أو حِدّة تبرز فتبدي تمام حاله كالغلام الطارّ الشارب.

<<  <  ج: ص:  >  >>