للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث جاء مع البكم بما يعني انسداد الأذن خاصة، وبما يعني انسداد العين خاصة، نجد أن البَكَم إنما يعني ما هو من قبيل انسداد الفم خاصة، أي الخَرَس. ويؤيد هذا أيضًا قولهم: "رجل بَكِيءٌ: قليل الكلام ". فالفصل قوي الصلة بحبس الكلام. ولم يأت في القرآن من التركيب إلا (الأبكم) وجمعه (بُكْم).

° معنى الفصل المعجمي (بك): الانضغاط والاندكاك بدقة أو حدّة: كما في البكّ: المزاحمة - في (بكك)، وكما في ما يشبه العصر الذي يتولد عنه مائع قليل - في (بكى)، وكما في بدء وجود الشيء أي تكونه صغيرًا كأنه مضغوط قبل أن يتزايد مسترسلًا - في (بكر)، وكما في انضمام أثناء الشيء على ما فيها فلا تتفتح في (بكم).

[الباء واللام وما يثلثهما]

(بلل - بلبل):

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عمران: ١٦٩]

"البَذْر والبُلَل - كصرد: واحد. يقال: بَلُّوا الأرضَ: إذا بَذَروها بالبُلَل. ويقال للإنسان إذا حَسُنت حاله بعد هُزال: قد ابتل وتبلّل. وقد بَلَّ فلان من مرضه وأبَلّ واسْتَبَلّ: بَرَأ. البُلْبُل - بالضم: قَناةُ الكوز، والهَوْدَجُ للحرائر ".

° المعنى المحوري هو: تحصل لطيف في الأثناء بتمكن (١): كالبَذْر في جَوْف


(١) صوتيًّا: الباء للتجمع الرخو مع لصوق، واللام للتعلق مع التميز أو الاستقلال، والفصل منهما يعبر عن حصول شيء لطيف في أثناء، أي حوزه فيها بتمكن (مستقلة به) كالبذر في الأرض. وفي (بلو بلى) تعبر الواو عن الاشتمال، والياء عن اتصال، ويعبر التركيبان عن اتصال الاشتمال والحوز على شدة كما في البليّة وبِلَى الثوب ونحوه. وفي (بول) تتوسط الواو بمعنى الاشتمال، ويعبر التركيب عن كون المحتوى في الأثناء مظروفًا فيها متميزًا كالشيء في القارورة. وفي =

<<  <  ج: ص:  >  >>