للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفتون. وكل ما غَيَّرتْه النار عن حاله فهو مفتون. والفَتِين من الأرض: الحَرّة -بالفتح: التي قد أُلْبِسَتْها كلّها حجارةٌ سود كأنها مُحْرَقة ".

° المعنى المحوري إذابة مادة باطن الشيء وتحويلها بإدخالها نارًا حامية: كإذابة الذهب والفضة، والأرضُ الفَتين كأنها مُحْرَقة. فمن الإحراق بالنار: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ. . .} [البروج: ١٠] رأي [قر ١٩/ ٢٩٥] أنها في أصحاب الأخدود. ومن صريح الإحراق: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: ١٣] أي يُحْرَقون كإحراق الذهب. وقال ابن عباس: يُعَذّبون. ومنه قوله: {ببطن مكة مقهور ومفتون} {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [الذاريات: ١٤]: أي ذوقوا عذابكم [قر ١٧/ ٣٤ - ٣٥].

ومن التحويل سَمَّوْا "اللص: فَتَّانا (يحوّل المال إلى نفسه أو يُفْنيه) والنجَّارَ فَيْتَنًا -بالفتح- (لأنه يَشُقّ كُتَل الخَشَبَ وَيَنْحتها ثم يركّبها في صورة جديدة). ومن الذَوَبان والتَحَوّل المعنويين: الافتتان بالنساء والمال والأولاد برقّة القلب نحوها حتى يرتكب المحظور في سبيلها: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: ١٥]. ويتأتى منه تحلل نَحْو العقيدة التي في الباطن والتَّحَلْحُل عن الموقف القَلْبيّ العقدي بالتعذيب أو غيره: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: ١٩١] (أي تحويل المسلم إلى الكفر) [ينظر معاني القرآن للنحاس ١/ ٤٣]، {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (أي حتى لا تكون لهم قدرة على تحويل المسلم عن دينه، أو حتى يتوقفوا عن ذلك، وليس المعنى حتى لا يكون كفر أو شرك ثم نسخت كما في بعض التفاسير، فهذه الآية لا يتأتى أبدًا أن يُدّعي نسخها). {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: ١٦٢، ١٦٣] عليه أي على عبادة معبودكم، بفاتنين: بحاملين بالفتنة على عبادته

<<  <  ج: ص:  >  >>