للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثرتها وتزاحمها، والزحم ضفط، وإما من سعة ما تنتشر عليه وتتباعد عندما ترعى، وإما أن هذا أصله كناية، فإن من له مثل هذا العدد من الإبل لا بد أن يرتفع صوته عند الصياح بها، فيكون من استعمال اللفظ في لازم معناه.

ومن مادي الأصل "الفَدْفَد -بالفتح: الفلاة لا شيء فيه الأرض الغليظة ذات الحصى أو المستوية/ المكان فيه غلظ وارتفاع " [متن] فهذا امتداد مع شدة: صلابة وغِلَظ كأنها منضغطة.

(فدى):

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: ١٠٧]

"الفَدَاء -كسحاب: الأَنْبار وهي جَماعة الطعام من الشعير والتمر والبُرّ ونحوه. ويقال أفدى الرجل (قاصر): عَظُمَ بدنه. وفَدَاء كل شيء - كسحاب: حجمه ".

° المعنى المحوري تبين حجم الشيء أي قدره محدَّدا ومنفصلًا عن غيره: كأنبار الطعام وهي الأكداس (أي الأكوام) التي تجمعه. ومن هذا المعنى - أخذ فداء الأسير ونحوه، فالأصل فيه تقديم قَدْر الأسير، أي قيمته، أي ما يعادل حجمه الحسّي أو المعنوي من مال أو أسير آخر. وملحظ إبانة الفدية وفصلها من الدافع يؤخذ من التميّز ومن المعادلة: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد: ٤]، {وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ} [البقرة: ٨٥]، ومنه: {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} [المعارج: ١١٤] وصيغة (افتدى) تعني تقديم فداء النفس.

ثم عُبّر بها عن الغُرْم المقابل للمخالفة؛ لأنه فِداء للنفس من العقوبة: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: ١٩٦] كقوله تعالى في كفارة قتل

<<  <  ج: ص:  >  >>