للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالعجيب النادر وبالعظيم. وقال قطرب: الفرى الجديد من الأسقية، أي جئت بأمر جديد بديع لم تُسْبَقي إليه [قر ١١/ ٩٩]. ولا وجه لغويًّا قريبًا لتفسير الفرى بالعظيم أو العجيب، ولو استعمل لفظ غريب بدلًا من النادر والبديع لكان أنسب لما يريد كل من مستعملي اللفظين التعبير عنه. والأقوال الأخرى ناظرة إلى فَرْى الأديم أي تقطيعه لصنع شيء مزادة أو غيرها. والنظر إلى أصل الفَرْى هذا يُدْخل معى الشق. كأن يقال أن المعنى جئت شيئًا جارحا أو ارتكبت فسوقا. {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} [الممتحنة: ١٢] بأن يُلْحِقن بالزوج من ليس ولده أو ينفين عنه ولده أو بقذف المرأة غيرها [ينظر بحر ٨/ ٢٥٦].

(فور):

{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ} [آل عمران: ١٢٥]

"فَوَّارَة الماء - على صيغة المبالغة: مَنْبُعُه. فارَ الماءُ من العين يَفُور: جَاشَ. وجعل الماء يفور من بين أصابعه الشريفة -صلى اللَّه عليه وسلم- أي يَعْلو ويظهر متدَفِّقًا. وفارَت القِدْر فَوْرًا وفَوَرانًا: غَلَتْ وجَاشَتْ ".

° المعنى المحوري جَيَشَانُ نَحو الماء (نافذًا مما يضمه) إلى أعلى بقوة واندفاع - كما هو واضح في فوران الماء والقِدْر {وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: ٤٠، المؤمنون: ٢٧]، {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُور} [الملك: ٧].

ومن ذلك -مع اعتداد خفة الحركة من باب ميوعة الماء: "الفُوْرُ -بالضم: الظباء "لاندفاعها وحركتها الخفيفة الدائبة. "وفارت عروق الفَرَس: ظهر بها

<<  <  ج: ص:  >  >>