للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفاء والزاي وما يثلثهما]

(فزز - فزفز):

{فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [الإسراء: ١٠٣]

"الفُزَفز - كلعُلَبِطْ: الثَدْيُ. فَزَّ الظَّبْيُ: فَزِعَ (والفَزّ: وَلد البقرة الوحشية). وفَزَّ فلانًا عن موضعه: أَزعَجَه، وطَيَّر فؤادَه. وفَزْفَزَ: طرد إنسانًا وغيره ".

° المعنى المحوري نهوض أو انبعاث بضغط أو إثارة وخفة (١): كنهود الثدي بضغط قُوَى البدن، وكانبعاث الظبي بفَزَع وخفة، وشأن الفَزّ كذلك، وكانبعاث الشخص عن موضعه بإزعاج. ومنه: "فَزَّ الجُرْحُ: سَال ونَدِىَ "، فهذا يخرج ماؤه رشحًا كأنما بضغط واعتصار. و "الفَزّ: الرجل الخفيف " (كأنه من خفته فَزّ البقرة الوحشية). {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} [الإسراء: ٦٤]: حَرّك واستَثِر بوَسْوَسَتِك والمغرياتِ لإشباع الشهوات. {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ}: يُخْرِجَهم بقَهْره هروبا من العذاب. {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ} [الإسراء: ٧٦]، عندما هموا بإخراج المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-، كما قال تعالى: {لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} [الأنفال: ٣٠] [قر ١٠/ ٣٠١].


(١) (صوتيًّا): تعبّر الفاء عن نفي بقوة أو إبعاد بقوة، والزاي عن نفاذ باكتناز وقوة أو حدة، والفصل فهما يعبر عن انبعاث من الأثناء بقوة على ما هو مفصل هناك: كالفُزَفِز: الثدي. وفي (فوز) تعبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن مسافة تقتضي العبور (وهو الانبعاث من الأثناء بقوة) كالفازة والمفازة. وفي (فزع) تعبر العين عن رقة وشيء من الحدة، ويعبر التركيب عن ثوران فجائي مع حدة الخوف ونحوه كما في الهبوب من النوم وعند الفزع.

<<  <  ج: ص:  >  >>