للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفَسَّد الشيءَ - ض: أباره. وأفسد فلانٌ المالَ. وفي الحديث: كَرِهَ إفساد الصبي: وهو أن يطأ (الزوج امرأته) المرضعَ فإذا حملت فَسَد لبنُها وكان من ذلك فسادُ الصبي. وفي [ق عَدَن]: "عدن الشجرة: أفسدها بالفأس ونحوها والمِعْدَن: الصاقور ". اهـ (: الفأس ذات الرأس الطويلة المذبَّبة يُكْسر بها الصخر). وتفاسد القوم: تدابروا وقطعوا الأرحام ".

° المعنى المحوري ذهابُ نفع الشيء المقصود منه (أي تلفه وهلاكه) لحِدَّة ضارّة تَسْري في أثنائه؛ كالجدْب في الأرض (الأرض الجدبة: الصُلْبة التي لا نبات فيها)، وكذا إفساد المال بإنفاقه في ما لا نفع منه، وكذا إذهاب قوة الصبي بالغِيلة كما جاء في الحديث عن الغَيل "إنه لَيُدرك الفارس فيدعثرُهُ "أي يَصْرَعُه لوَهَنه وارْتخاء قُوَّته [انظر ل دعثر]. وكذا نفاذُ المِعْدَن في أثناء الصُلْب فيفسد قوته وتماسكه ونموه إن كان مما ينمو، وكذا في تقطع الصِلات بقطع الأرحام. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: ١١] الفساد: خروج الشيء عن حال استقامته وكونه مُنْتفَعًا به (فهذا يشمل العبث بالأجهزة والمعدات حتى تتعطل)، ونقيضه الصلاح. . والفساد في الأرض هيج الحروب والفتن، لأن في ذلك فساد ما في الأرض، وانتفاء الاستقامة عن أحوال الناس والزرع والمنافع الدينية والدنيوية. قال اللَّه تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: ٢٠٥]، {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: ٣٠] [الكشاف ١/ ٧٠] وهو يعني أن إهلاك الحرث والنسل، وسفك الدماء هي من الفساد في الأرض. وكذلك السرقة كما في قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ} [يوسف: ٧٣]. وفي ضوء كل ما ذكرنا

<<  <  ج: ص:  >  >>