للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري تغير حال الشيء .. جملةً من وجه إلى وجه: كالرياح المذكورة. والأرضُ الموصوفة تغير حالها إذ لم يُصِبْها المطر (بعد اعتياد إصابتها أو توقع ذلك مثل غيرها - كما يفهم من النفي ومن أنها أمحلت بذلك)، وكانقلاب البلدة. {وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} [التوبة: ٧٠] المؤتفكات صفة للقرى التي ائتفكت بأهلها بجعل أعلاها أسفلها. وهى مدائن قوم لوط الأربع أو التسع [بتصرف من بحر ٥/ ٧٠]. {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} هي هي بإجماع المفسرين [نفسه ٨/ ١٦٧]، {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [الأعراف: ١١٧] (ما يقلبون صورته من الأشياء إيهامًا وخداعًا - فكذلك السحر. [وينظر قر ٧/ ٢٦٠] في حيل هؤلاء السحرة) {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا} [الأحقاف: ٢٢] لتصرفنا عن عبادة آلهتنا بالإفك وهو الكذب [بحر ٨/ ٦٤] (أي من وجهة نظرهم).

ومنه "أَفَكَهَ عن الشيء: صَرَفه (قلبه وغير اتجاهه إليه) {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات: ٩] أي عن القرآن والرسول - صلى الله عليه وسلم - من صُرِف الصرفَ الذي لا صرف أشد منه وأعظم [نفسه ٨/ ١٣٤]، {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المائدة: ٧٥] (أي نبين لهم بيانًا شافيًا ليرشُدوا لكنهم ينقلبون عن الرشد إلى سبل الغيّ). والإفك - بالكسر: الكذب والباطل، إذ هو كلام قُلِب عن وجهه {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: ١١] ولعل ما يختص باسم الإفك هو ما تكون فيه فرصة أو ظرف يمكن للمنافق أو المبطل أن يستغله في قلب الأمر إلى ما يريده. كحادثة الإفك هذه التي أنزل الله فيها براءة أمنا الكريمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>