للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُقْحِمُوا من البادية) أى جَمَاعة قليلة وهُمْ أولُ من يطرأ عليك تقول منه قَدَتْ تَقْدِي. وهو مِنَّي قِدَى رُمْح - بكسر القاف مع القصر: أي قِيدُه وقَدْرُه. والقِدَةُ - كعِدَة: حَيَّةٌ ".

° المعنى المحوري اتباع الشيء انجذابًا او امتدادًا إليه لاستطابته أو أصالته: كالرائحة الطيبة من الطعام والمسك تجذب من يشمها فيتبعها، وكالفُروع من الأصل، وكالإسراع (وخط السير امتداد)، والجماعة القليلة تفد من البادية ينجذبون إلى القرى من قحط أو نحوه، ويأتي بعدهم غيرهم بدليل قوله: أَوَّلُ من يطرأ عليك، وكامتداد الرمح والحية طولًا. ومنه "تَقَدَّتْ به دابته: لَزِمَتْ سَنَن الطريق " (اتبعت امتدادَه واتخذته) ومنه كذلك "القَدْوُ - بالفتح: القُرْبُ، والقُدُوم من السفر " (امتداد اتصال مع جذب ولطف).

ومن الامتداد الزمني. "أَقْدَى: أَسَنّ ومن المعنوى: "أَقْدَى: استقام في طريق الخير. والقُدْوة: - بالضم والكسر: ما تسنَّنْتَ به (ما تَتْبَعُه فتكون امتدادًا له حبًّا له) والاقتداء (طلب موافقة الغير في فعله) [قر ٧/ ٣٥]: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}: فاختصّ هداهم بالاقداء ولا تقتد إلا بهم. والمعنى: فبطريقتهم في الإيمان بالله، وتوحيده، وأصول الدين - دون الشرائع فإنها مختلفة [الكشاف ٢/ ٤١، بحر ٤/ ١٧٩ - ١٨٠]. {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: ٢٣] على أمة أي على طريقة ودين وعادة، فقد سلكنا مسلكهم، ونحن مهتدون في اتباع آثارهم [بحر ٨/ ١٢].

(وقد):

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس: ٨٠]

"الوَقُودُ: الحَطَب. الوَقَد - محركة: نَفْسُ النار، وقد وَقَدَتْ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>