للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري ضَبْطُ الشيء القابل للتسيب أو الانبساط وحَكْمه وامتساكه على وضع أو كمًّ أو مسافة معينة فلا يتسيب ولا يسترسل. كما تَضُمُّ القِدْرُ اللحم وغيره في جوفها لا يتسيب، وكثيرًا ما كانوا يُنْضِجون اللحم على النار مباشرة شيًّا أو فَأْدا أو حَنْذًا إلخ {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ: ١٣]، وكما تَقَع الرِجْلُ مَوقعَ الرجل لا تبعد في الواسع حولها، وكله مواقع. وكامتساك العنق في الكاهل لا ينطلق ويطول. وكذلك الربعة متماسك لا ينبسط ولا يسترسل. {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد: ١٧]: بقدْر ملئها [قر ٩/ ٣٠٥].

ومن ملحظ الضبط والحَكْم دلت على القَيْس ونحوه، وعلى التدبير، وعلى التضييق كما دلت على القُدْرة. "فقَدْرُ كل شيء: قِياسه ومَبْلغه. قَدَر الشيءَ بالشيء (نصر) وقدّره - ض: قاسه. وتَقَدّرَ الثوبُ عليه جاء على مقداره، واقْتَدَرَ الشيءَ بالشيء: قاسه به ". {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: ٩١، الزمر: ٦٧، وما في الحج: ٧٤] أصله معرفة القَدْر أي العِظَم. ونَفْى معرفة قدْر الله عنهم سببه هنا أنهم نسبوا إليه، أنه يترك أمر عباده سُدًى لا يبين لهم الرشد بإرسال الرسل وإنزال الكتب [ينظر قر ٧/ ٣٧، بحر ٤/ ١٨١].

وكذلك "قَدَرت لأمرِ كذا: نظرتُ فيه ودَبّرته وقايسته. وقَدَرْت عليه الثوب فانقدر أي جاء على المقدار ". {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [السجدة: ٥، وكذا ما في الرعد: ٨، المعارج: ٤، الطلاق: ٣] ومن هنا "القَدَر - بالفتح وبالتحريك: قضاءُ الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أراد لها ". {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩] وكذا معنى كل (قَدَر)، {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} [فصلت: ١٠]، {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [المزمل: ٢٠]، {قَوَارِيرَ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>