للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللحم الذي على العظم ويتمخخ العظم، وكما يتتبع صاحب الإبل إبله لا يفارقها، وكما يقتسّ الأسد يطلب ما يأكل لا يَنِي، وكدَلَج الليل الدائب الذي لا فتور فيه، وكامتداد العصا في ذاتها أو لأنها من وسائل المتابعة، وكالرِشاء الجيد يوصل إلى الماء بتتابع لقوّته أو لكفاية امتداه. والصقيع ماء متجمد ساقط. وتجمده يجعل مادته متتابعة لأنها متماسكة. ومنه "قَسَّ الشيء: تَتَلّاه؛ ورجل قَسْقَاس - بالفتح: يَسْأل عن أمور الناس، (يتتبعها) وقَسَّ الإبل وقَسْقَسَها: ساقها، والقَسّ - مثلثة: تتبُّعُ الشيءِ وطلبُه، والنميمةُ (توصيل بعد متابعة). والقَسْقَاس: الدليلُ الهادى، والقَسُوسُ من الإبل: التي لا تَدِرّ حتى تَنْتَبِذ " (الأخيران استتباع). أما "القَسْقاسُ: بالفتح: شدةُ البرد والجوع "فهو من التوالي أو من أن البرد يجمّد والتجمد تداخل البدن فيمتد ويتصلب. يمسك بعضه بعضًا وهذه متابعة.

و"القَسّ بالفتح والقِسيس. كسكير: رئيس النصارى في العِلْم كما قال المجد هو من تَتَبُّعِه دقائقَ عِلمهم. أو من تَتبّع أمور الناس. {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} [المائدة: ٨٢] فالكلمة بهذا المعنى أيضًا بِنْتُ التركيب بلا أدنى تكلف. فلا أساس ولا معنى للزعم بأنها معربة عن العبرية (وقد أورده السيوطي في المتوكلي).


= وفي (قسط) تعبر الطاء عن تجمع وضغط (غلظ)، ويعبر التركيب عن غِلَظ ما شأنه التحول حتى يجمُد كقَسَط الرَقَبة والرِجْل، وفي (قسم) تعبر الميم عن اضطمام واستواء ظاهر، ويعبر الفصل المختوم بها عن إيجاد أجزاء مختومة متعددة من الشيء كقَسْم الشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>