للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن دقة. فالقسطاس تعني المقسِّم بدقة. وذلك عمل الميزان. وكما رأينا في كلمة قرطاس وهو الأديم الذي ينصب للنضال يصيبه الرامي فيقال قرطس، فكأن معنى القِرْطاس المنفوذ فيه أو الذي يُثقَب. كلذلك فإن معنى القِسْطاس الذي يفرَّق ويقسَّم به بقدَر أي الميزان، ولا غرابة. ووضح بذلك أن ادعاء تعريبه تمحل لا مبرر له. فأنا مع صاحب المصباح في قوله إنه عربي مأخوذ من القسط. فالكلمة في جذرها وفي صورتها الأخيرة تحمل معناها بلا تأول أو تكلف. فكيف نترك هذا إلى زعم غريب الأساس يرد كلمتنا إلى كلمة فيها اختلاف حروف عن كلمتنا وتحمل معنى غير معنى كلمتنا، ثم نؤولهما ونتمحل لالتقائهما.؟!

(قسم):

{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: ١, ٢]

"القِسم - بالكسر، وكمِنْجَل، والقسيم: تصيب الإنسان من الشيء/ الحَظُّ والنصيب من الخير. (وحصاة القَسْم توضع في أسفل القَعْب يُقَسَّم الماء بينهم لكل شاربٍ بقدْر ما يغمرها، وذلك حين يَقِلّ ماؤهم وهم سَفْرٌ في الفلوات) قَسَمْت الشيء بين الشركاء (ضرب): (جزّأته) وأعطيت كل شريك قِسْمَه وقَسِيمه. وتقسموا الشيء واقتسموه وتقاسموه: قَسّموه بينهم ".

° المعنى المحوري تجزئة من أجل ضم الأجزاء الى أشخاص: كما هو واضح. {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} [النساء: ٨ وكذا ما في النجم: ٢٢] أي التقسيم فهي اسم مصدر. {أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} [القمر: ٢٨] أي مقسوم بينهم لها شِرب يوم ولهم شِرْبُ يوم [الكشاف ٤/ ٤٢٧]، {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ

<<  <  ج: ص:  >  >>