للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ارتفاعه شيئًا فشيئًا حتى يَدِقّ ويَلْطُف، وقبيعةُ السيف تشبيه. والقِلالُ تَرْفَع بلطف لأن الكَرْم ليس حِملًا ثقيلًا، والطائر يتضامّ ويرتفع، والنبات يرتفع نموًّا ولطفُه أن النموّ لا يُرى، والقوم يُخلون مكانهم سُرًى بالليل، والذهاب ارتفاع. والقليل من الرجال متضام البدن دقيقه كما هو مصرح.

ومن الارتفاع "قَلَّ الشيءَ وأَقلَّه واسْتَقَلَّه: حَمَله ورَفَعه. {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا ...} ومن هذا: "القُلّةُ - بالضم: الحُبّ أو نحوه يسع قِرْبتين "سميت قِلالًا لأنها تُقَلّ أي تُرفع إذا ملئت "اهـ.

ومن الدقة ولطف الحجم "قلَّ الشيءُ: خلافُ كَثُر {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ} [النساء: ٧]، {وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال: ٤٤] يُبْديكم قليلين {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} [النساء: ٧٧]. وسائر ما في القرآن من التركيب هو من القلة ضد


= منهما يعبر عن ارتفاع الشيء الغليظ الشديد من العمق (أسفل) إلى أعلى مع تقلص مميز (استقلال) كالقُلّة. وفي (قلى) يعبر التركيب المختوم بياء الاتصال عن إزالة ما هو راسخ في الشيء (اتصال) كالوسخ، وفي (قول) يعبر التركيب الموسوط بواو الاشتمال عن حمل في الأثناء بلطف مع حركة أو انتقال كما يحمل معنى الكلام ثم ينقل بالصوت. وفي (قيل) يعبر التركيب الموسوط بياء الاتصال عن انتقال المتسيب إلى مقر (تجمع واتصال) كما في تقيل الماء. وفي (قلب) تعبر الباء عن تجمع مع رخاوة ولصوق، والتركيب يعبر عما ينضم عليه الشيء (يجمعه) ويحمله في باطنه من لب كالقلب. وفي (قلد) تعبر الدال عن حبس ممتد ويعبر التركيب عن امتساك أو حبس شدٍّ بِلَىٍّ أو تحويل كالقَلْد وإقليد البُرة. وفي (قلع) تعبر العين عن التحام ورقة، ويعبر التركيب عن نزع ملتحم كما في الاقتلاع. وفي (قلم) تعبر الميم عن استواء ظاهر والتئامه، ويعبر التركيب عن تسوية طرف الممتد ولأم تشعبه بقطع أو بَرْى أو غيرهما كما في القَلَم بمعانيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>