للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يحدث في كَنْس الفناء، إذْ تُجْمع الكُنَاسة وترتفع، وكقَمّ الآكل كلّ ما على المائدة إلى بطنه وكالقُمْقُم بارتفاع رأسه. والقميم المذكور شأنه أن يُكْنَس أو يجمع. ونُظر في قَمَّ الفحل النوق إلى أنه شملها جميعًا بالضراب. وقمة الشيء رأسُ ما تجمع متسعًا في أسفله وهذا شأن أكثر ما له قمة. ومن الجمع وحده "المِقَمّة: مِرَمّة الشاة (كلاهما بوزن الآلة) تَلُفّ بها ما أصابت على وجه الأرض وتأكله ". ومن ذلك "القَمْقَام الماء الكثير، قَمْقَام البحر: مُعْظَمه، والقِمّة - بالكسر، والقُمَامة - كرخامة: جَمَاعة القوم. وجاء القوم القِمّة أي جاءوا جميعًا ".

ومن الانتبار "قِمَّة النخلة رأسُها، والقِمّة أعلى الرأس، وتَقَمَّم الفحل


= والفصل منهما يعبر عن جَمْعٍ منتشرٍ على الظاهر جمعًا مستقصيًا يكوّن تراكمه تسنُّمًا كقَمّ البيت وقِمّة النخلة. وفي (قوم) تعبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب الموسوط بها عن انتصاب الشيء إلى أعلى (كأنما لزيادة التجمع واكتنازه) كالقامة بمعنييها. وفي (قمح) تعبر الحاء عن نفاذ باحتكاك وجفاف يتولد عنه عرض، ويعبر التركيب عن امتلاء بما شأنه أن يجف ويكتَنَز به كالقمح بدقيقة. وفي (قمر) تعبر الراء عن استرسال ويعبر التركيب عن استرسال التجمع ازديادًا أو محاولةً كقمَر السماء وقمْر المقامر. وفي (قمص) تعبر الصاد عن نفاذ بقوة وغلظ أو تجمع مع امتداد، ويعبر التركيب عن انغماس (أي نفاذ) ذلك الغليظ المتجمع في ما يحيط به كما يَدْخل اللابس في القميص وفي (قمط) تعبر الطاء عن ضغط وجمع بغلظ، ويعبر التركيب عن شد أطراف الشيء المنتشرة معا وفي (قمطر) تعبر الراء عن استرسال لذلك المتجمع الغليظ والتركيب يعبر عن الجمع بغلظ كالقمطر يجمع الكتب وغيرها. وفي (قمع) تعبر العين عن التحام مع رقة ويعبر التركيب عن رقيق يحيط حول ذاك المتجمع فيضبطه فلا ينتشر كالقمع وفي (قمل) تعبر اللام عن تعلق واستقلال ويعبر التركيب عما يتعلق ويقُمّ مستقلًا كالقمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>