للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباء والهاء وما يثلثهما]

(بهه - بهبه):

"البَهْبَهَةُ: الهَدْرُ الرفيع، وقد بَهْبَه البعير في هديره. وحوله من الأصوات البَهْبَه - بالفتح: أي الكثير ".

° المعنى المحوري هو: عِظَم ما يُحَسّ من الشيء مع فراغٍ في الحقيقة (فهو عظم ظاهري) (١): كتلك الأصوات التي تزحَم مجال السمع بلا مادة تُجَسّ. ولعل هذا أساس ما ورد في [ل] من تفسيرهم الحديث: "بَهْ بَهْ إنك لضخم "بأنها كلمة إعظام كبخ بخ. فالمقصود إعظام المنظر، أي عدّه عظيمًا، ربما دون مخبر حقيقي أو أصيل يناسب المنظر.

ومن عِظَم الظاهر هذا: "بهّ الرجلُ: نبُل وزاد في جاهه عند السلطان. وتبهبهوا: تشرّفوا وتعظموا ". ومن فراغ الجوف: "الأَبَهُّ: الأَبحُّ ".

هذا. ويؤيد ما رأيناه شقائق الجذر: البوهة - بالضم. الصوفة المنفوشة


(١) صوتيًّا: الباء للتجمع الرخو مع تلاصق ما، والهاء تعبر عن إفراغ الجوف، والفصل منهما يعبر عن عظم ظاهري مع فراغ حقيقي كالهدير المرتفع والأصوات الكثيرة التي هي مجرد ضوضاء. وفي (بهت) تعبر التاء عن ضغط دقيق حاد، ويعبر التركيب عن كسر حدة الشيء (إفراغ) لِقَهر كما في البهت. وفي (بهج) تعبر الجيم عن تجمع هلاميّ ذي حِدّة ما، ويعبر التركيب عن شيء لطيف المادة يعلو الشيء خارجًا من باطنه كنَوْر الروض. وفي (بهل) تعبر اللام عن تعلق وتميز أو استقلال، ويعبر التركيب عن زوال ما كان يغطي الشيء أو يحجزه فيبقى مجرّدًا كالناقة الباهل (وهذا التجرد فراغ واستقلال أو الاستقلال هو انحسار الغطاء). وفي (بهم) تعبر المم عن استواء الظاهر، ويعبر التركيب عن استواء ظاهر الشيء مع خلو من المعالم التي تكشف أو تميز.

<<  <  ج: ص:  >  >>