للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: ١٥٧] أي ما قتلوه قتلًا تيقنوه، بل إنما حكموا تخمينًا ووهمًا " [المفردات للراغب (يقن)].

(قنت):

{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ١٢٠]

"سِقَاء قنيت: مِسّيك - هذه كسكير [ق]، قَنَتَتْ المرأةُ لبعلها: أقرّت والاقتنات: الانقياد ".

° المعنى المحوري احتواء باطن الشيء على رخاوة متمكنة فيه لا تفارقه - كحال السقاء الذي لا يتسرب منه الماء، وبذا يظل رِخوًا، والانقياد يكون من لين الباطن وعدم جساوته. ومنه "القُنوت: الخشوع والإقرار بالعبودية والقيام بالطاعة التي ليس معها معصية. ورخاوة الباطن نوع من الضعف يتأتى منه كل ما فسروا به القنوت من خضوع، وطاعة، وسكوت حين الصلاة، ودعاء، وعبادة، وطول قيام للصلاة. {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: ١١٦]: مطيعون وخاضعون كل قائم بالشهادة أنه عبدُه. والجمادات قنوتها في ظهور الصنعة عليها وفيها. [وانظر قر - ٢/ ٨٦] {قُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨]: أي على غاية العبودية وكمالها بما يبرهن ذلك [وانظر قر ٣/ ٢١٣ - ٢١٤] {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} [الأحزاب: ٣١]. يُطعْ ويخضعْ بالعبودية لله، وبالموافقة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -[بحر ٧/ ٢٢١] أقول وهذه كلها من خضوع القلب لله عز وجل. وكل ما في القرآن من التركيب فهو من معنى القنوت الذي ذكرناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>