للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إرسالك الماء في ما بذرته " [الصِرار: ما يُشَدّ على ضَرع الناقة لئلا تُرضَع].

° المعنى المحوري هو: الخلو مما يَحْفظ حَجْبًا أو حِماية أو رعاية: كالناقة الباهل لبنها غير محجوب عن ولدها. والمرأة والإبل المذكورة لا راعي لها. والماءُ الموصوف مطلق مرسل ليس في دِبار (= جداول) تحوزه وتوجّهه. ومنه: "رجل باهل: لا سلاح معه، وأبهل الوالي رعيته: أهملهم، وبَهَلت الرجل (منع) وأبهلته: خليته ورأيَه/ وإرادَته ".

والرجل البُهْلول - بالضم: الضحَّاك (غير متزمت ولا متحفظ)، والحيِيّ الكريمُ (لا يَحجُبُ ولا يَحْتَجِن).

ومنه: ابتهل في الدعاء: اجتهد وتضرع (تكشف إلى الله بالتصريح بعجزه وحاجته إلى فضل الله عز وجل). وأما "باهل القومُ بعضُهم بعضًا وتباهلوا وابتهلوا: تلاعنوا "فإن أصل ذلك في المباهلة، وما بمعناها، أن المتباهلين يتحاكمان إلى الله عز وجل فكل منهما يعرّض نفسه ويكشفها لما يقضي به الله تعالى، ولسان حاله يقول إن كنت مبطلًا فلْتتخلّ عَني رحمتك يا الله. فإن كان كاذبا فهو كالمتحدّي المنكِر لوجود الله أو لقدرته. فهو حَرِيٌّ أن يُعاجَل بالعقوبة. وهذا التخلي هو استبعاد لرحمة الله عن المبطل، وهو معنى اللَعْن. ولذا قالوا: "بَهَلَه الله: لَعَنه، وعليه بَهْلة الله: لعنته "ومن هنا جاء {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: ٦١] يستنزلون لعنة الله على الكاذبين.

أما البَهْل - بالفتح: المال القليل؛ فلأن شأنه أن يُسَيَّب ويُترَك لا يُهتَم به، أو لأن صاحبه خالٍ مكشوف. وقولهم: "بهلا "بمعنى مهلا: فإن لم تكن من الإبدال، فهي من عدم الجِدّ والاهتمام.

<<  <  ج: ص:  >  >>