للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرضٌ مُثارة مُنَقّاة من الحجارة، وكَرَمُ الفرس: أن يرقّ جِلْدُه ويلين شعره وتطيب رائحته. وقد كَرّم السحابُ - ض، وللمفعول أيضًا): جاد بمطر كثُر ماؤه ".

° المعنى المحوري رِقّة الشيء المتجمِّع ونقاؤه أو صفاؤه، مع قبول النفس له. كحَبّ العنب، وفصوص الذهب والفضة - وهما من أَرَقّ الجواهر، وكالأرض المنقّاة من الحجارة مع صلوحها للزراعة وغيرها، وكرقّة جِلْد الفرس وشعره مع طيب رائحته. والماء المتجمع رقيق عظيم النفع وكثرته تتيح صفاءه. ومن ذلك: "الكَرَامة - كسحابة: الطَبَق الذي يوضع على رأس الحُبّ (= الزير) والقِدْر " (يحفظهما نقيين لا يسقط فيهما قَذًى). وكذلك "تَكْرِمة الرجل: الموضع الخاص لجلوسه من فراش أو سرير " (يحفظه من القذى وأدران الأرض). {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} [يوسف: ٢١] كناية عن الإحسان إليه في مأكل ومشرب وملبس [بحر ٥/ ٢٩٣].

وهذا الأصل هو ما يُعنَى بالتنزه، قالوا: "تكرَّم الرجلُ عما يَشينه: تنزّه "وعبارة أبي حيان تعليقًا على {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: ٤] كريم صفة تقتضي رفع المقام كقولهم "ثوب كريم، حسب كريم " [نفسه ٤/ ٤٥٥] {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: ٧٠] جعلناهم ذوي كرم بمعنى الشرف والمحاسن الجمة [نفسه ٦/ ٥٨]. ومن تلك المحاسن حسن التقويم، والعقل واللغة، والمسئولية، وما يرقى إليه من خصال نبيلة، وتعبّد يقربه من مستوى الملائكة. ومن أهل هذه الصفة "الكريم: الذي كرَّم نفسَه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه " {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] (الأتقى هو الأنقى من الذنوب) {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: ٣١] معنى كرَمِه فضيلتُه ونَفْى العيوب

<<  <  ج: ص:  >  >>