للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُلْتَفَتُ إلى قصر بدنه وغلظه، لأن التميز بين الرجال يكون بطول القامة لا الأطراف، وكذلك صَدْر البعير والفرس يَنْتَأ قليلًا ثم يعرُض ويغلُظ ويستدير دون نتوء حدٍّ منه. ومن هذا النتوء مع الاستدارة جاء "الإكليل: ما أحاط بالظُفر من اللحم، وشِبْهُ عِصابة (تحيط بالرأس) مُزَيَّنةٍ بالجواهر. وروضةٌ مكَلَّلة كمُعَظَّمة: محفوفةٌ بالنَوْر. وغَمَام مُكَلَّل: محفوفٌ بِقطَعٍ من السحاب " (الاستدارة ارتدادٌ وانثناءٌ للشيء حتى يلتقي بذاته. فهي تجمُّع). وانَكلَّ الرجلُ والمرأة: تبسَّما (في التبسُّم يتقلّص - أي يتجمع - جانبا الفم، وتنفتح الشفتان قليلًا محيطتيْنِ بالأسنان)، والكِلَّة - بالكسر: السِتْر الرقيق يخاط كالبيت يُتَّقى بها من البعوض ". (تحيط بالفِراش فلا تدع شيئًا منه ينتشر عنها).

ومن هذا الأصل، أي من التجمع بلا حِدّة ولا امتداد، جاء الكَلال. "كَلَّ البعيرُ: أعيا من المشي (فتجمَّع - بَرَكَ أو وقف - بلا حدة أي بلا قوة، لا يمتدّ ولا يَذهب) والرجلُ: تَعِبَ. والكَلّ - بالفتح: المصيبة (تسمية بالمصدر)، والذي


= ضغطة الهمزة معنى ما بعدها فيعبر التركيب عن قوة الجمع بالأخذ والمضغ (والبلع) كما في الأَكْل. وفي (كلب) تعبر الباء عن تجمع وتلاصق ويعبر التركيب المختوم بها عن كون الجمع جَذْبًا وإمساكًا كما يفعل الكَلْب والكَلْبتان. وفي (كلح) تعبر الحاء عن الاحتكاك بجفاف وعرض، ويعبر التركيب عن ظهور العريض الجافّ والصُلْب متمثلًا في انقباض (= انكلال) الشفتين عن الأسنان وهي صُلْبة عريضة في وضع كريه كما في الكلوح عبوسًا. وفي (كلف) تعبر الفاء عن نفاذ بكثافة وطرد، ويعبر التركيب معها عن تحمل الشيء بكثيف غريب ينفذ من أثنائه إلى ظاهره كما في الأكلف والكَلَف. وفي (كلم) تعبر الميم عن التئام الظاهر، ويعبر التركيب معها عن التئام ذلك المتجمع فيغلظ كما في الكُلَام الأرض الغليظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>