للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظلامُ: التَبس واختَلط ".

° المعنى المحوري تراكُم بكثافة بالغة للشيء (الرخو) في مقره (١): نحو الماء الموصوف في البحر، والنبات الموصوف في الأرض، ونحو الظلام الكثيف. ومنه "بحر، لجُاج- كغُراب ولجى كدُريّ: واسع اللُجّ {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} [النور: ٤٠]، {فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً} [النمل: ٤٤] ومنه "لجَّ في الأمر (كفرّ وكظَل): تمادى عليه وأبي أن ينصرف عنه (أكْثَرَ وكثف وراكَم منه) {بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} [الملك: ٢١]، {لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [المؤمنون: ٧٥].

ومن التراكم عُبِّر به عن عدم الانصراف لأن التراكم تكدس في نفس المكان: "لجْلَجَ اللُقمةَ في فيه: أدارها من غير مَضْغ ولا إساغة، واللَجْلاج في الكلام- بالفتح: الذي يجول لسانُه في شِدقه يثقُل عليه الكللامُ من غير إبانة (يتراكَمُ الكلامُ في فيه لا يخرج) و "الباطل لجلَج: يرَدَّد من غير أن ينفُذ ".

(لجأ):

{وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إلا إِلَيهِ} [التوبة: ١١٨]

"اللَجأُ- محركة، والمَلْجأ: المعقل ".


(١) (صوتيا): تعبر اللامُ عن استقلال وتميز، والجيم عن جِرم كثيف غير شديد، ويعبر الفصل منهما عن تكاثف مثل هذا الجرم بعضِه فوق بعض كلُجّة البحر. وفي (ولح) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال ويعبّر التركبب سمى دخول الجرم (أي أن يشتَمَل) في حرم كثيف (ضيق)، كالظبي في تَوْلجَه: كناسه. وفي (لجأ) تعبر الهمزة عن دفع، ويعبر التركيب عن الاندفاع في ذلك الكثيف، وهو اللجوء إلى لحأ أي معقِل.

<<  <  ج: ص:  >  >>