للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري أَخْذٌ بلطف من ظاهر الشيء تهيئةً لحسن استعماله- كما يُنحَتُ (يؤخذ) النتوء من أحناء الإكاف حتى يصير ناعما للراكب وكجَسّ الناقة الموصوفة بالأصابع من ظاهر بدنها لمعرفة مدى سِمَنها (لشراء أو معرفة حال)، وكجسّ السلعة من ظاهر كيسها في بيع الملامسة ونحوه لمعرفة الحال من أجل الشراء.

ومن الأخذ بلطف (خفة) ما جاء في الحديث عن نوعين من الثعابين "فإنهما يَلْمِسان البصرَ "أي يذهبان به بخفة كالخطف.

ومنه أيضًا "اللَمس باليد / أن تطلب شيئًا ها هنا وههنا " (دفع اليد في كل اتجاه للعثور على الشيء فهذا تحصيل بلطف) والتَمس الشيءَ: طلبه: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} [الحديد: ١٣]، {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} [الجن: ٨]: طلبنا خبرَها كما جرت عادتُنا [قر ١٩/ ١١] ويجوز أنهم طلبوا الوصول إليها لنفس الغرض فلم يستطيعوا لأنها مُلئت .. {فَلَمَسُوهُ بِأَيدِيهِمْ} [الأنعام: ٧] أي لو أنهم مع رؤيتهم جَسّوه بأيديهم لم يزدهم ذلك إلا تكذيبًا. وذكر اللمس لثلا يقولوا {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} [الحجر: ١٥] وذكر اليد لئلا يظن أن المقصود باللمس الفحص [ينظر بحر ٤/ ٨٢] ومنه "لمَسَ الجاريةَ: جامعها (كناية). والتي "لا تَرُدّ يدَ لامس "، تُزَنّ بالفجور، لأن اللمس جَسٌ باليد. وقوله تعالى: {لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النساء: ٤٣ والمائدة: ٦] يصدُق بالجماع (كناية)، وهو واضح وعليه فريق كبير [ينظر طب ٨/ ٣٩٨] ويؤيده ما في التركيب من معنى الطلب. ويصدُق توسعًا على ذوق الجسم باليد ونحوها، كما في لمس الناقة، وعليه آخرون. ومنه "اللميس: المرأة اللينة الملمس ".

<<  <  ج: ص:  >  >>