للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غِلاف شفاف يتربَّى عليها بين حين وآخر فتَخلعه). فالذي أرجحه أن عبارة "الإلاهة الحية "تحريرها "الإلاهةُ: سِفخُ الحية ". فهو المتسق مع "الإلهة: الشمس "في الشفافية. ولعل هذا مقصود ثعلب بقوله "الإلاهة: الهلال [تاج].

° المعنى المحوري شفافية أو ضوء مع أثر تُستَشعر حدّتُه: كضوء الشمس ومعه حرارتها، وكسِلْخ الحية بشفافيته مع استشعار ارتباطه بحدّة السم في الأفعى.

هذا، وقد قال فريق من العلماء إن لفظ الجلالة (الله) ليس من الأسماء التي يجوز اشتقاقُ فعل منها كما يجوز في الرحمن الرحيم (١)، أي أنه غير مشتق. وقال فريق آخر إن أصله الإلاه- وحذفت الهمزة كما حذفت من الناس وأصله الأناس، وكما حذفت من {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} وأصلها لكن أنا (٢) - فإذا جرينا على الرأي الثاني تأتَّى فيه من المعنى المحوري الذي ذكرناه معنى النور والتعالي والغيبية واستشعار الأثر- وهي معان لغوية تُؤخذ من استعمال لفظ "إلاه "للشمس وسِلْخ الحية. ولهذه المعاني اللغوية تجليات في معاني الألوهية، فالإله


= الحية "قول الشاعر (ل- هلل).
ترى الوَشى لمَّاعًا عليها كأنه ... قشيب هلال لم تقَطَّع شبارِقُه
وجاء في المجمل عن بيت ذي الرمة (وهو في ل أيضًا):
إليك ابتذلنا كل وَهْم كأنه ... هلالٌ بدا في رَمْضة يتقلب
"الهلال ضرب من الحيات، ويقال بل هو سِلْخ الحية ". اهـ (الوهم: الجمل العظيم / الضخم القوي).
(١) تهذيب اللغة للأزهري ٦/ ٤٢٢، وتفسير الطبري ١/ ١٠٣.
(٢) انظر: الطبري ١/ ١٢٢، والقرطبي ١/ ١٠٢، والتهذيب ٦/ ٤٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>