للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولشدة اتصال الكف بالذراع ثم قوة قطعها وفصلها بضربة واحدة قيل: "ترّت يدُه ترورًا: بانت وانقطعت بضربها، وأترّها: ضربها بالسيف فقطعها ". ومن صور الابتعاد "رجل ترٌّ وتارٌّ: طويل ".

ونُظِر إلى الشدّة في انفصال الإنسان عن وطنه أو نزعه منه فقيل: "ترّ الرجل عن بلاده: بعُد، وأترّه القضاءُ: أبعده ".

كذلك نُظِر إلي انتبار البَدَن وانبساط حَجْمه وأبعاده إذا سَمِن بعد نحول فقيل: "الترارة: امتلاءُ الجسم من اللحم ورِيُّ العظم من السِمَن والبضاضة. التارّ: الممتلئ البدن "وهذا كما عُبِّر عن السمن بالتفتق، والفتق انقطاع وابتعاد بقوة كالترور.


= (تور) يضيف الاشتمال الذي تعبر عنه الواو معنى الدور (وهو اشتمال لأنه يضم المدور بينهم) إلى الانفصال والطفر كما في التَوْر: الرسول. وفي (وتر) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال ويعبر التركيب عن اشتمال علي ما امتدّ ودقّ بسبب تجريده كالوتر وهذا التجريد فصل ونفي لما كان يغشاه، فالممتد الدقيق كأنه طفر عنه. وفي (ترب) تعبر الباء عن تجمع مع رخاوة وتلاصق ما، ويعبر التركيب عن تجمع هذا الذي دق وانفصل واسترسل كورق التَرْباء المُفَرَّض، وكالترائب، وكالتراب على وجه الأرض. وفي (ترف) تعبر الفاء عن إبعاد أو نفي بقوة وطرد، ويعبر التركيب معها عن الترارة، وهي رقة ورخاوة مع خلوص من الغليظ كأنما فُصل، وكالتُرفة كأن المقصود القصر عليها مع نفي ما عداها. وفي (ترك) تعبر الكاف عن ضغط غئوري دقيق بعد الانفصال والطفر، وبعبر التركيب عن الانصراف عما فُرق كأنما ثُبّت مكانه كالتريكة: البيضة بعدما يخرج منها الفرخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>