للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استبطئوا النصر [قر ٣/ ٣٥] وأقول إن هذا من باب الإلحاح في التضرع، وهو مشروع.

أما مجيئها بمعنى "من "في لغة - هذيل مثل (مَتَى لجُجٍ خُضْرٍ) وبمعنى وَسَط في مثل: وضعتُه مَتَى كُمِّى - فهما من الامتداد كذلك. أي ممتدًّا من لُجَجِ، وفي (امتداد) كَمِّي (واتساعه).

(أمت):

{فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} [طه: ١٠٦، ١٠٧]

"الأمْتُ: تَخَلْخل القِرْبة إذا لم تُحِكمْ إفراطَها (أي مَلأَها) / أن تَصُبّ في القِرْبة حتَّى تَنثني، ولا تَملَأها، فيكونَ بعضُها أشرفَ من بعض. والأَمْت - بالفتح أيضًا: الانخفاض والارتفاع والاختلاف في الشيء، والوَهْدة بين كل نَشْزين ".

° المعنى المحوري تخلخل الأثناء المفترض امتلاؤها من الشيء الممتد: كذلك الاسترخاء والتثني في جِلْد القربة غير التامة الامتلاء وهي عندما تمتلئ تقوم مبسوطة الجلد ممتدًّا بلا تثنٍّ، وكالوهدة بين النَشْزِين من الأرض وما بين التلال. وقوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} [طه: ١٠٦ - ١٠٧] الأمت المكان المنخفض - قولًا واحدًا. وجاء [في قر ١١/ ٢٤٦] تفسير الأمت بالنِباك التلال، كما أورد أن "الأمت الشقوق في الأرض، وقيل الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل ويدق في مكان "اهـ. والقولان الأخيران صحيحان على أن يقصد بالأمت - في القول الأخير - المكان المنخفض الذي عبر عنه بالدقيق. أما القول الأول فغير دقيق. وقد جاءت الأقوال الثلاثة في [ل] أيضًا. ومصدر اللبس أن المكان المرتفع يجاوره ضرورة

<<  <  ج: ص:  >  >>