للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس كاللحم، وكالمطر، والعسل، واللُعاب، وعصير العنب، والريق. ومنه "مَجَ الشرابَ والماء -ومج به- من فيه: رماه. وقيل لا يكون مجا حتى يُباعد به. وأخذه - صلى الله عليه وسلم - من الدلو حُسوةَ ماء فمجها في بئر ففاضت بالماء الرَوَاء. والقلم يمُج المِدادَ، ويقال مَجْمَجَ الكتابَ (= المكتوب): خَلَطه وأفسده بالقلم " (كأنما طمس الكتابةَ بالحبر الكثير).

ومن مطلق الاندفاع يقال: "أمَضى الرجلُ: ذهب في البلاد. وإلى بلد كذا: انطلق، وأمَجَ الفرسُ: بدأ يعدو قبل أن يضطرم جريُه " (كل ذلك اندفاع بخفة أو سلاسة).

(موج- ميج):

{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} [هود: ٤٢]

"المَوج- بالفتح: ما ارتفع من الماء فوق الماء. ماج البحرُ وتموَّج: اضطربت أمواجه. ومُئُوج السِلعة (= عقدة لحمية تظهر تحت جلد الحي كالكرة الصغيرة) تموُّرُها بين الجلد والعظم ".

° المعنى المحوري انتبار المائع (ونحوه) في حيزه من كثافة تجمعه مع حركة واضطراب: كموج البحر ينتأ من الماء الكثيف متحركا مع تماسكه، أي تجمعه {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [يونس: ٢٢]. والانتبار في السِلْعة من تجمع نحو اللحم تحت الجلد، وقلّة لصوقه بمكانه.

ولما في الأصل من تجمُّع مع حركة اهتزازية غير مفارقة قالوا: "ماج الناسُ: دخل بعضُهم في بعض. ومَوْج كل شيء ومَوَجانه: اضطرابه {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [الكهف: ٩٩] وماج أمرُهم: مَرِجَ. وماج في الأمر:

<<  <  ج: ص:  >  >>