للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-كما تتسيب الفضة والسمن إلخ وتتسع رقعتها بالذوبان دون تفرق، وكانتِشَار النار، وشمول الحرّ الناس بِحِدّته، وكالأصوات الكثيرة تغطي على ما عداها.

ومن ذلك مجازًا "المَعمَعَةُ: شِدّة الحرب، والجِدُّ في القتال " (التحام وتداخل مع حدّة بالغة)، وهَيج الفتن والتهاب نارها " (مشبه بالسابق). ومن ذلك الأصل "المَعمَع- بالفتح: المرأة التي أمرُها مُجمَع لا تعطي أحدًا من مالها شيئًا / المستبدّة بمالها عن زوجها لا تواسيه منه (تشمل سيطرتها كل مالها. لا تترك منه شيئًا يذهب). والمَعمَعة: الدَمشقة وهو عمل في عَجَلة (فيتسع قدرُ ما ينجز, والعجلة حِدّة) و "رجل مَعْمَع وامرأة مَعمَع- بالفتح: ذَكِية مُتَوقدة " (ربط الذهن ولمحه أشياء كثيرة معًا اتساع وحدّة).

و"مَعَ: كلمة تضم الشيءَ إلى الشيء (من الاتساع في الأصل) وهو اسمٌ معناهُ الصُحْبة اللائقة بالمذكور، ويستعمل ظرف مكان، فيقع خبرا عن الجثة والأحداث. وهي أخص من (جميع)، لأنها تشرك في الزمان نصًّا، و (جميع) تحتمله. [بحر ١/ ١٩٤]. وذكرها الأزهري في المعتل. وقد أوردها [ل، ق] في (معمع) {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: ٤٠]. وليس فِي القرآن من التركيب إلا كلمة (مع) بالمعنى الذي ذكرناه.


= منهما يعبر عن انتشار واتساع مع حدّهٍ أو بسببها- كالمعّ الذوبان. وفي (معى) تعبر الياء عن اتصال الممتد، ويعبر التركيب عن امتداد الشيء مع رطب في أثنائه يحتويه كأمعاء البطن. وفي (معز) تعبر الزاي عن اكتناز واشتداد، ويعبر التركيب معها عن شدة تخالط جرم الشيء المتصل المتماسك فتشتد صلابته كالمَعزاء: الأرض الحَزْنة الغليظة ذات الحجارة. وفي (معن) تعبر النون عن امتداد باطني، ويعبر التركيب عن امتداد وتغلغل في أثناء باطن (أو منه) كمعن الفرس: تباعده عاديًا ومعين الماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>