للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعلى، والشمسُ تَميل عن وسط الأفق إلى جانب مغربها. واعتزالُ عُقْدة الرمل تنحٍّ عن سائر تجمعه، وهذا التنحي من باب الانحراف. وأما المِيلُ فيقدّر بمد البصر من موقف الناظر إلى مدّ بصره في جانب أو ناحية دون غيرها من النواحي. وهذا ميل وانحراف عن سائر النواحي. (وهو خط طولي وليس مساحة مستعرضة).

ومن ذلك الأصل جاء "المَيْل: العُدول إلى الشيء والإقبال عليه (وترك غيره)، والعدول عنه إلى غيره {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: ١٢٩]، (فهذا ميل عن الزوجة لمصلحة زوجة أخرى أو دون ذلك) وانصباب النهي على (كل الميل) - بحيث تصير كالمعلقة لا هي زوجة تحصُل على حق الزوجة من رَجُلها، ولا هي أيم فتبحث عن زوج- يجيز بعض الميل وهو ما يكون من محبة القلب خاصة [ينظر بحر ٣/ ٠ ٣٨ - ٣٨١]، - {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيكُمْ مَيلَةً وَاحِدَةً} [النساء: ١٠٢] (فهذا ميل عليهم كما هو نص الآية -أي إقبال عليهم بالحرب مباعتة). {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيلًا عَظِيمًا} [النساء: ٢٧] الميل هنا معناه الانحراف عن الجادة. ووصفه بالعظم لأن الميول تختلف فقد يترك الإنسان فعل الخير لعارض شغل، أو لكسل، أو لفسق يستلذ به أو لضلالة. وكأن الميل العظيم هنا هو الكفر كما قال تعالى {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا} [النساء: ٨٩] [ينظر بحر ٣/ ٢٣٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>