للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري وثاقة في الباطن. كالناقة الوثيقة الخَلْق، وكقُوَى الحبل الأمينة القوية. وآمَنُ المال وآمَنُ الدواء: خالصُه: لُبُّه المتمكّنُ في باطنه.

ومن ذلك الأَمْن ضد الخوف كأن الآمن تمكّن في حِصْن، أو امتلأ قلبه امتلاء شديدًا بما يُطَمْئِنه ". {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: ٤]، {أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: ١٦]، {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال: ١١]. وبهذا المعنى كل (أَمِنَ)، ومضارعها [عدا آل عمران: ٧٥] وكل (أمْن)، (آمِن) ومؤنثها وجمعها، (مأْمَن)، (مأمون) (أمَنَة) وهذه تكون بمعنى ضد الخيانة أيضًا [تاج].

و"الأمانة: الوديعة "التي تودَع عند من يحفظها كأن معنى اسمها: التي ينبغي أن تُحْفَظَ في حرز أوثقَ الحِفْظ. {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: ٢٨٣]. و "الأمين: الحافظ " {وَإِنِّي عَلَيهِ لَقَويٌّ أَمِينٌ} [النمل: ٣٩ وكذا ما في القصص ٢٦]. وبمعنى الأمانة ضد الخيانة هذا أيضًا ما في [آل عمران: ٧٥، يوسف: ١١] وكل (أمانة)، (أمانات)، (أمين).

وأرى أن "المؤمن "في أسماء الله عزَّ وجلَّ معناه الحافظ لعباده المُؤَمِّن (كمحدث) لهم من كل شر ونقص ظاهر وباطن -أو الحفيظ عليهم. وفي [ل ١٦٢/ ١٦] أنها بمعنى المهيمن وفيه [١٦٦/ ١٠] مزيد من المعاني. {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيمِنُ} [الحشر: ٢٣].

ومن ذلك "آمن بالشيء: صدّق " (قَبِل الكلام ووثق به فتمكن من قلبه). وفي [ق] "الإيمان: الثقة، وإظهار الخضوع، وقبول الشريعة "أي الإيمان بدين أو عقيدة (قبول العقيدة وتمكنها في القلب وامتلاؤه بها). {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. .} [البقرة: ٢٨٥]. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>