للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نبذ):

{فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [القصص: ٤٠]

"النَبيذ: ما يُعمْل من الأشربة من التمر، والزبيب، والعسل، والحنطة، والشعير، وغير ذلك / يُنْبَذُ في وعاء ويترك عليه الماء حتى يفور، وسواء كان مسكِرًا أو غير مسكر، فإنه يقال له نبيذ. نبَذت الشيء (ضرب): إذا ألقيته من يدك. والمنبوذ وَلَد الزنا, لأنه يُنْبَذ على الطريق ".

° المعنى المحوري طَرْح الشيء أو تنحيته بعيدًا مع تخَلٍّ أو ما يشبهه -كالنبيذ الموصوف- حيث ينَحَّى زمنا طويلًا إلى أن يصلح، وكنبذ الشيء: إلقائه من اليد، وكطرح ولد الزنا. ومن قولهم "جلس نَبْذة أي ناحية، وانتبذ عن قومه: تَنَحَّى {إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [مريم: ١٦، وفه ما في ٢٢ منها]. ومن معنى الطرح- لكن قذفا إخراجا من الماء {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} [الصافات: ١٤٥ ومثلها ما في القلم: ٤٩]. وبعكس ذلك {فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [القصص: ٤٠، الذاريات: ٤٠]. ومن الطرح والإلقاء كذلك {كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} [الهمزة: ٤] {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا} [طه: ٩٦] أي ألقيتها على الحلى الذي جمعوه من أهل مصر [ينظر بحر ٦/ ٢٥٤].

ومن الطرح المجازي تخليا وإعراضًا {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [البقرة: ١٠١، وكذا ما في البقرة: ١٠٠، آل عمران: ١٨٧]. وأما قوله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}

<<  <  ج: ص:  >  >>