للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه "نَزَع البعير إلى وطنه والإنسان إلى أهله: حَنَّ واشتاق (كأنما نفسه تنقلع ذاهبة وراء ما تشتاقه) وفلانٌ في النَّزْع أي في قَلْع روحه (من أعماقه)، ونَزَع إلى عرق كريم أو غيره، ونَزَع شَبَهَه عِرْق "كأن العِرْق الذي فيه ممتدًّا من الأصل جَذَب ذلك الشبه أو الكرم.

والمنازعة في الخصومة مجاذَبة (كل يريد أن يقتلع أمرًا من يد صاحبه)، {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} [الأنفال: ٤٦]، وكل منازعة، وتنازع فهو من هذا "ومنازعة الكأس: معاطاتها "وهو تعبير العرب عن تداولها بحرص عليها كالتنازع. فقوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} [الطور: ٢٣] هو للتعبير عن شدة التذاذهم بها لبلوغها الغاية في المذاق والإمتاع، مع المشاركة، وهي أيضًا متعة.

وعن قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} [النازعات: ١]، قيل المراد الملائكة تَنْزع أرواحَ الكفار أو أرواح الناس عامة، وفُسِّرَت أيضًا بالنزع بالقسي أي في الجهاد، ويصلح للصيد سعيا على المعاش، وبانتقال النجوم من أفق إلى أفق. [قر ١٩/ ١٩٠] والأخير بعيد، فالأول نزع مجازي مُعاش، واللفت إليه كاللفت في قوله {وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} [يونس ١٠٤] من حيث إنها الأمر البالغ الخطر الذي لا يجحد، والثاني ماديّ هو الأصل، والسعي على المعاش مطلوب وقيمته عظيمة في الشرع. والثالث مجرد تصور تخيلي، لا تفسَّر به الآية.

(نزغ):

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف: ٢٠٠]

"النَزْغُ: شِبْه الوخْز والطعْن. نَزَغَه: طَعَنَه ونَخَسَه .. بيدٍ أو رُمْح أو كلمة، حَرَّكَه أَدْنَى حَرَكة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>