للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [الزخرف: ١٨]، (يقصدون البنات يُلْبَسْ الحَلْى منذ صغرهن).

ومن ذلك الأصل عُبِّر بها عن بدء الشيء لأول أمره من عدم (كما قالوا: أنشأ دارًا: بناها) أو من أثناءٍ كانت موجودة ولكن لم يكن له وجود متعين فيها {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [هود: ٦١]، {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [الأنعام: ٩٨]، ومن صريح هذا {كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام: ١٣٣]، {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: ١٤]، "النَشْءُ: أولُ ما ينشأ من السحاب ويرتفع. اهـ {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَال} [الرعد: ١٢]. {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا} [الواقعة: ٧٢] {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس: ٧٩] {أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} [المؤمنون: ٧٨]، {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ} [الأنعام: ١٤١]، {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: ٢٤]. قالوا: المرفوعات الشُرُع. وإنما هي كإنشاء الدار. وسائر ما في القرآن من التركيب يتأتى فيه كلاهما. {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيلِ} [المزمل: ٦]: ما ينشأ في الليل من الطاعات. [ل]. أي كالقيام والقراءة.

(نوش):

{وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٥٢)} [سبأ: ٥٢]

"النَوْشُ: التناول. ناشَتْ الظبيةُ الأَراك وهي تَنُوش البَرِير (= ثمر الأراك) والإبل تنوش الحوض مِنْ علا أي أنَّها طوال الأعناق ". وتناوش القومُ في القتال: تناول بعضهم بعضًا بالرماح ولم يتدانَوْا كلَّ التداني ".

<<  <  ج: ص:  >  >>