للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سائر الاستعمالات المذكورة. ومنها "نظرت الأرض بعين وبعينين: أَدَّتْ نباتَها "أي برز نباتُها للمواجه. ومن المواجهة (أن شيئًا في مواجهة آخر) يؤخذ معنى الانفصال "لقد كنتَ عن هذا الأمر بمنظر أي بمَعزِل في ما أحببت " (كما نقول لمن يرى ولا يتدخل هو يتفرج)، كما يؤخذ معنى المنادّة "النظير: النديد "كما أن قولهم "في هذه الجارية نَظْرة إذا كانت قبيحة "هو من التلفت والتأمل للالتقاط، لأن الجميلة تجذب من أول نظرة لا تحتاج إلى فحص.

واستعمالات التركيب الواردة في القرآن الكريم دائرة بين أمور أولها في الترتيب الاشتقاقي النظر بالعين كما في قوله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} [التوبة: ١٢٧]، {قَال رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ} [الأعراف: ١٤٣]، {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: ٥٠] وكل (ناظرين) إلا ما استثنى مما سيأتي.

وثانيها: التأمل العقلي الذي يؤخذ اشتقاقيًّا من المواجهة بالنظر لالتقاط الشيء. جاء في بصائر ذوي التمييز "النظر أيضًا تقليب البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به الأمل والفحص {ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} [المدثر: ٢١، ٢٢]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: ١٨]، {قَال سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٧)} [النمل: ٢٧]، {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} [عبس: ٢٤، ٢٥] وغيرهن، وكذلك كل استعمال (نظر وما هو منها) مع (كيف {انْظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النساء: ٥٠] وكذلك {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: ٣٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>