للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° المعنى المحوري تفكُّك ما قوى ارتباط أجزائه الباطنة لضغط شديد أو نحوه- كانتقاض البناء والعَقْد والحَبْل والغَزْل ونحوهن {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: ٩٢] هذا نقض غَزل الأخبية الذي وُصِف ونَقْضا الأذنين ينكسران عن الامتداد في اتجاههما. ومنه نقض ما أُبْرم واتُّفِق أو تعوهِد عليه {وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} [الرعد: ٢٠]، {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: ٩١]. وسائر ما في القرآن من الترغيب هو من نقض العهد والأيمان والميثاق هذا- عدا {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح: ٢ - ٣] فهذا كناية عن الثِقل البالغ. "أنقض الحِمل ظهر الجمل إذا سمعت له صريرًا من ثقل الحمل، كأنه صوت انفصال فقراته. ووضع هذا الوزر كناية عن عصمته من الذنوب والأدناس. فلم يكن هناك وزر (بمعنى الذنب) أصلًا. وكأن الوزْر الثِقْل هو حرصه البالغ على إسلام قومه وأسَفه على إعراضهم - صلى الله عليه وسلم -. ووضعُه هو عدم تكليفه - صلى الله عليه وسلم - بضرورة أن يسلموا، وأنَّه ليس وكيلا ولا مسيطرًا عليهم وقصر رسالته على التبيلغ والتبشير والإنذار. وقد عوتب النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أسفه لعدم إيمانهم. والآيات بذلك كله صريحة وكثيرة. ومنه "الإنقيض -بالكسر: رائحة الطَّيِّب " (خزاعية، تنفصل عن الطَّيِّب - وكانت معقودة في أثنائه- قويةً نفاذة، كما قد يعبرون عن إخراج الرائحة بالفَتْق. والنقيض من أصوات مفاعل الإنسان وغيره (صوت تزيّلها من ثِقل أو غيره كنقض البناء).

(نقع):

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} [العاديات: ٤]

<<  <  ج: ص:  >  >>