للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السِمَن. والنهاء - كغراب أو كِساء: القوارير. والنَهاة- كفتاة: الوَدَعَة، ونُهْيَة الوتد -بالضم: الفُرضَة التي في رأسه " (الفُرضةُ: الحَزّ).

° المعنى المحوري تَحبَّس الشيء (الرقيق) في مكانه وتوقُّفه فيه لا يتخطاه. كنِهاء الماء، وتنهية الوادي، والناقة النهية لا سِمَنَ لها فوق حالها، والقوارير تشفُّ فيُظَنُّ أنها تفيض ولكنها مانعة، والودعة تحبس ما فيها، ونُهية الوتد تحبس عقدة الحبل التي في رأس الوتد أي تمنعها من أن تنزلق.

ومن هذا "النهي ضد الأمر "وهو من التحبس والتوقف عند حد في الأصل. {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧]، فالنهى طلب كفٍّ عن بدء أمر أو عن استمراره. وبمعنى الكف هذا جاء كل (نَهى) وما تصرف عنها. والتناهي نَهى بعضهم بعضا {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: ٧٩] و "النُهْية -بالضم وكرسالة: غاية كل شيء وآخره " (حيث يتوقف (ينقطع) جرمه).

ومنه "أنهيت إليه السهم: أوصلته إليه. وانتهى وتناهى: بَلَغ {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤)} [النازعات: ٤٤] (أي علم موعد الساعة ينتهي إلى الله تعالى أي يتوقف سهب الخبر عن وقتها عنده تعالى أي هو وحده الذي يعلمه) ({وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢)} [النجم: ٤٢] الكل ينتهي إليه- كقوله تعالى: {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١)} [السجدة: ١١]. {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤)} [النجم: ١٤] إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما (يفاض) به من فوقها فيقبض منها [قر ١٧/ ٩٤]. ثم إن أصل الانتهاء مطاوعة النهي بالتوقف عما نهى عنه.

والنُهْية -بالضم: العقل من ذلك أخذًا من الاحتباس والانتهاء عند حال

<<  <  ج: ص:  >  >>