للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَنْزع الريح التراب، وكما تُنْزَعُ القطعةُ من الثوب، وكما يَهُبّ النائمُ والإبلُ من المقر.

(هبو):

{فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} [الواقعة: ٦]

"الهَبَاء: دُقاقُ التراب الذي تُطِيرُه الريحُ أو يرتفع من تحت سنابك الخيل / غُبارٌ شبهُ الدخان ساطعٌ في الهواء / يَعْلو الوجوهَ والجلودَ والثياب. والهَبْوة - بالفتح: الغَبَرة ".

° المعنى المحوري مفارقةُ التراب (ونحوه مما هو دقيقٌ أو خفيفٌ) مقرَّه بسطوع وانتشار: كالغبار كما في آية التركيب، وكما في {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: ٢٣].

ومن معنويه مع لحظ اختلال الهباء: "هَبَا: مَاتَ، فرَّ ".

(وهب):

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل

عمران: ٨]، {قَال رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ


= والفصل منهما يعبر عن مفارقة بقوة (وهي الفراغ) مع تجمع ما كالقطعة التي تقطع من ثوب، وفي (هبو) تعبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن سطوع ما (انتُزع أو) فارق بقوة مكونًا ما يشبه السحابة (اشتمال) المختلّة كالهباء الخارج من تراب الأثناء. وفي (وهب) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال فيعبر التركيب عن احتواء واشتمال لما اقتطع من شيء كاحتواء النقرة الماء المستنقِع. وفي (هبط) تعبر الطاء عن التحام بغلظ أو مخالطة بغلظ، ويعبر التركيب عن غئور في جرم الشيء من غلظ وقع عليه ضغطًا أو انتقاصًا كالهَبُوط من الأرض الحَدُور.

<<  <  ج: ص:  >  >>