للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأثر الصيغة. فالحقيقة أن معنى (تهَجّد): قاوم الهجود وعَالجَه -كما يقال مَرَّضَه بمعنى عالج وقاوَم مَرَضه بالأدوية ومساعدةِ المريض لا بمعنى سَلب وأزال المرض -كما عبروا. فليس هناك سَلْب ولا إزالة للمرض.

وقد ورد في [ل] عن الصحاح وفي [تاج]: هَجَد بمعنى نام، وبمعنى قام للصلاة. فأما الأولى فنعم، وأما الثانية فهي متكلَّفة من تجريد تهَجّدَ. وكأن المقصود أنها يمكن أن تأتي من تَهجّد.

(هجر):

{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (١٠)} [المزمل: ١٠]

"الهَجير: ما يَبِس من الحَمْضِ. الهجيرُ: الحَوضُ العظيم. والهِجَار- ككتاب: حَبْلٌ يُعْقَد في يد البعير فتُشَدّ إلى رِجله. والهَجر- كفرح: الذي يمشي مثقلًا ضعيفًا متقاربَ الخطو .. وذلك من شدة السَقْي (ما يسمَّى الاستسقاء: ماء يقع في البطن ويجتمع). ونَخْلَةٌ مُهجر- كمحسن وبتاء: طويلة عظيمة مُفرِطة فيهما. وناقة مُهْجرَة: فائقةٌ في الشحم والسِمَن. وكل شيء جاوَزَ حَدّهُ في التمام مُهْجِر. والهاجرةُ والهجيرُ: نصفُ النهار عند اشتداد الحر ".

° المعنى المحوري حدة أو يبس في أثناء الشيء يظهرُ أثرُها أو يمتد: كيبس الحمض وهو نبات أخضر. وذلك الحوض العظيم لا بدّ أن يكون شديد البناء بالجص أو نحوه ليتحمل ما يوضع فيه من الماء. والهجارُ بجمع يد البعير ورجله مع حِدّة القيد، وكذلك تقارب الخطو من حِدّة المرض وثقل ماء السَقى (= الاستسقاء)، والنخلة والناقة تجمعت فيهما قوة النُمو والشحم، وفي كل منهما حدّة. والهجير فيه حدة الحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>