للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(هنو - هنى):

{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [آل عمران: ٣٨]

"هنا ظرف مكان "جعلته هنا أي في هذا الموضع "هَنُ المرأة: فرجها (أصله هَنَوٌ).

° المعنى المحوري تجوف ظرفي أي يكون ظرفًا وحيزًا لشيء يوضع فيه. كأن موضع الشيء تجويف يستقر فيه، ولذا سمي الظرف ظرفًا (وعاء مجوف). "هنا وههنا "للتقريب إذا أشرت إلى مكان، و "هناك "للتبعيد {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: ١٥٤]، {إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: ٢٤]، {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [آل عمران: ٣٨] في ذلك المكان والزمان البعيدين عن زمن حكاية القصة في القرآن، وليس لبعد الزمن بين الدعاء والاستجابة ولا لبعد مال مطلوب زكريا -كما قيل [في بحر ٢/ ٤٦٣] لكن الاستدلال بالآية على مشروعية توخى الداعي الأمكنة المباركة والأزمنة المشرفة [نفسه] صواب. {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} [الكهف: ٤٤] أي في الدار الآخرة -كما قال {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر ١٦] [بحر ٦/ ١٢٤] ومنه "يا هَناه ويا هَنَتاه: يا هذا ويا هذه "كأنه


= عن دقيق رخو يتكون ويمتد في الباطن كالهُنَانة. وفي (هنو) تعبر الواو عن الاشتمال، ويعبر التركيب عن الاشتمال على تجوف كالظرف أو رخو كالمتجوف، وفي (هنأ) تضيف الهمزة دفع هذا الرخو أو اندفاعه كالطعام السائغ. وفي (هون - هين) تعبر الواو عن اشتمال، والياء عن اتصال، ويعبر التركيبان عن استرخاء جرم الشيء لذهاب ما يمسه. وفي (وهن) يؤكد سبق الواو اشتمال الشيء على تلك الرخاوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>