للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعتاد أن يكون قائمًا. وفي العبارة معنى الكثرة والجسامة أيضًا. ومن هذه الجسامة المادية {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} [الشعراء: ١٢٨] عَلَمًا أو قصورًا طوالًا .. [بحر ٣١/ ٧] وربما كان معها مقصد من الدلالة كبيان العظمة أو القدرة.

ومن معنى البقاء قالوا "التأيَى: التنظُّر والتُؤّدة / التوقف والتمكث. تأيَّيتُ عليه: تثبتُّ وتمكثثُ، دار تَئِية - كغنِيّة: تلبُّث وتحبُّس ". ثم قالوا "موضعٌ مَأبيُّ الكلأ أي وخيمُه "ووخامة المطعم تتمثل في عدم هضمه وجريانه في مجاريه إلى نهايته، فهذا بقاء، وهو يلزمه الثقل والإحساس بالجسامة.

ومن ملحظ البقاء والشخوص (القيام) والجسامة كذلك "إِيَا النَبْتِ وأَياؤه: حُسْنُه وزَهره على التشبيه ولا تشبيه. ومن الإصابة "تَأَيَّيته: تعمدتُ آيته آي شخصه وقَصَدتُه ".

ومن الجسامة الآية من القرآن الكريم "لجماعة من حروف القرآن "أي كلماته {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: ١٠٦] وهذا الاستعمال كثير في القرآن. ويجزم به وجود التلاوة في السياق، أو السمع، أو الدرس، أو الإحكام، أو العلم، أو النسخ، أو التبديل، أو القَصّ، أو إضافة لفظ آية أو آيات إلى الكتاب أو القرآن، فالآية جملة كلمات كما قالوا، وهي من الجسامة في المعنى المحوري مع ما فيها ووراءها من دلالات أيضًا.

ومن كون الشيء المجسم الشاخص علامة على شيء كان كما سبق: كثُر في القرآن الكريم لفظ (آية) بمعنى (أ) علامة إعجازية {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} [الأعراف: ٧٣] أي علامة على صدق النبي - عليه السلام - (سيدنا صالح هنا) وأنه مرسل من عند الله. (ب) علامة لأمر من عند الله وإن لم يكن من باب المعجزات {قَال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَال آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إلا رَمْزًا} [آل

<<  <  ج: ص:  >  >>