للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

° المعنى المحوري حدّة (أسنان دقيقة حادة) تنتشر من طرف الشيء: كالتآشير المذكورة، والنخل يكون خُوضُ جريده حادَّ الجوانب والأطراف ويكون على شيء من الصلابة، وبخاصة إذا كان فراخا بعدُ، مما يزيد حدّتَه. ومن ذلك "الأَشَر: البَطَر أشَدُّ البَطَر ". وقد فسّروه أيضًا بالمرح، وهذا غير دقيق، فبعض المرح يكون مجرد نشاط وخفة في الحركة مع طِيب تصرف. والبطر سوء احتمال النعمة ببخس قيمتها وسوء استغلالها وهذا الاخير بعض من الأشر. ولذا قالوا الأشر أشد البطر. فالأشر فيه شرٌّ ونوع من التعدي (أخذًا من انتشار الحدة) {أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيهِ مِنْ بَينِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر: ٢٥]: بطر يريد العلو علينا، وأن يقتادنا ويتملك طاعتنا [بحر ٨/ ١٧٨ - ١٧٩].

(ألت- ولت):

{وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيءٍ} [الطور: ٢١]

"الأُلْتة- بالضم: العطية الشَقْنة (أي القليلة). أَلَتَهُ مالهُ وحَقَّه يأْلِتُه وأَلاته وآلته إياه: نقصه ".

° المعنى المحوري النقص عن المستحَقّ أو المتوقَّع: كالعطية الشَقْنة القليلة. وهي كذلك من وجهة نظر آخذها، إذ لا بد مع هذا الوصف أنه كان يتوقع أو يُتَوقَّع له أكثر منها. ولما قال رجل لسيدنا عمر: اتق الله يا أمير المؤمنين، سمعها رجل فقال: أَتَأْلِت على أمير المؤمنين؟ فسرها ابن الأعرابي بـ "أَتَحُطّه بذلك أَتَضَعُ منه أَتُنقِّصُه؟ ". وهو من ذلك. فالحط والوضع عن المنزلة المستحقة نقص. وأما استعمال (عَلَى) هنا فإنه من أن المعنى أَتُزْرِي عليه. وهو من النقص أيضًا. ومن ذلك المعنى: "الأَلْت: الحَلِفُ. ألته بيمين أَلْتا: شَدَّد عليه:

<<  <  ج: ص:  >  >>