للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعِرضها، فإذا غاصت في الطين عسُر تخلصها، والنشوب في الدين معناه العجز عن التخلص منه). ومن ها فإن تفسيرهم "الموبقات "في الحديث الشريف "اجتنبوا السبع الموبقات " [متفق عليه - الجامع الصغير] بالذنوب المهلكة. صواب. وفي قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ} الصواب تفسيرها بـ "يُهلكهن "أي غَرَقًا. وتفسيرها بـ يحبسهن [ل] غير صواب هنا - برغم أنَّه يتأتى لغويًّا، لأن الحبْس ذُكر في الآية السابقة {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} [الشورى: ٣٣] ثم ذكر الإيباق معطوفًا بأو، أي أنَّه عقوبة أخرى يهدَّدون بها. وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَينَهُمْ مَوْبِقًا} [الكهف: ٥٢] عدّ الفراء والسيرافي كلمة (بين) اسما بمعنى التواصل - فتكون مفعولًا أول، و (موبقا): مهلكا. أي جعلنا تواصلهم في الدنيا (سببا) لهلاكهم في الآخرة. وعدّ غيرهما (بينهم) ظرفا أي أوقعنا بينهم الهلاك. وكلمة ابن الأعرابي "موبقًا: حاجزًا " [ل] غير دقيقة، فإن تركيب (وبق) لا يحمل هذا المعنى. وكذا كلمة أبي عبيد "موبِقًا: موعدًا " [ل]، إذْ الوعد بمجرد تحديد موعد للمشركين ومعبوداتهم أقل في التهديد للمشركين مما ينبغي لعقابهم، كما أنَّه يحتاج لكثير من المحذوفات إذا أريد أن يبلغ مقتضى الموقف. والآية التالية مباشرة هي {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا} [الكهف: ٥٣] تصدَّق ما قلنا، فإنها تَذْكرُ المَهْلكة التي وقع فيها المشركون بسبب شركهم.

(وتد):

{وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ} [ص: ١٢]

"الوَتِد: ما رُزَّ في الحائط أو الأرض من الخشب. وَتَدَ الوتِدُ وتْدًا وتِدَةً: ووتَّد

<<  <  ج: ص:  >  >>