للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما كانت أطولَ من ذلك بشيء قليل ... وهو أبقى شجر نَجْد عند السَنَة (أي الجدْب)، يبقى بعد الكلأ، وذلك لكثرته. وهو نَبْت ضعيف (أي غير صُلْب، فهو شبيه بقش القمح والأرز) له خُوصٌ أو شَبيه بالخوص. وهو شبيه بالأَسَل تُتَّخذ منه المكانس، ويظلَّل به المَزَاد فيبرّد الماء. بَيت مثموم: مغطًّى به (سَقْفُه)، ثَمَمْت السِقَاء: فَرَشْت له الثمام وجعلته فوقه لئلا تصيبه الشمس. الثَمْثَمَة: تَغْطية رَأْس الإناء. وربما حُشِى به، وسُدّ به خَصاصُ البيوت أي ثقوبها وخللها " [ل والتاج وكتاب النبات لأبي حنيفة حـ ٥/ ٧٨ - ٨٠].

[هذا التركيب قائم على نبات الثمام الموصوف وقد سُمَّي هذا النبات بوظيفته أي ما يستعمل فيه عندهم - وهو ما ذكرناه. وكثير من استعمالات هذا التركيب التي ذكرناها هنا أخذناها من [تاج].

° المعنى المحوري هو: ضَمُّ دِقاقٍ بكثافة وتخَلْخُل مَا (١): كما يُحْشَى بالنبت المذكور ويُغَطّى به ويُفْرَشُ للأسقية.


(١) (صوتيًّا): الثاء للأشياء الكثيرة النافذة دقيقة من شيء، والميم لاستواء الظاهر بضم ما تحته، والفصل مهما يعبر عن ضم دقاق في حيّز بكثافة - (أي حشو الحيز) مع تخلخل أي عدم الإصمات التام الصلب، كالحشو بالثمام فيستوي ظاهر المحشو، وفي (أثم) زيدت ضغطة الهمزة، فعبر التركيب عن حمل ما يجتمع فيثقل. وفي (ثمد) عبرت الدال عن انضغاط وحبس لا يسمح بخروجٍ إلا لقليل كأنما بالاعتصار خرج، كما يخرج الماء من الثماد. ولا (ثمر) عبرت الراء عن الاسترسال، وعبر التركيب عن نمو هذا المجتمع بخروج ثمره من شجره وتزايده حجمًا وكثرة: كشأن الثمار. وفي (ثمن) عبرت النون عن امتداد باطني لطيف، وعبر التركيب عن جمع في الباطن لطيف، كان المقصود بالثَّمَن قيمة الشيء لا ظاهره.

<<  <  ج: ص:  >  >>