للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالأرض المذكورة فهي مادة كثيفة متماسكة فيعظم جرمها، وهي ممتدة طولًا أو اتساعًا كشاطئ البحر والنهر، وكالأرض المستوية والمفازة المذكورة. والاستواء منصوص عليه في أكثر الاستعمالات.

ومن مادى ذلك "الجادّة: المَحَجَّة المسلوكة (امتداد طولي مع استواء) وكذلك الجُدّة - بالضم: الطريقة في الجبل. (وفي السماء) وجمعُها كزُمَر {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: ٢٧].

ومن المتانة اللازمة للتماسك "الجِدّة - بالكسر: نقيض البِلى ""ثوب جديد ومِلْحَفَة جديدة ". ولارتباط المتانة بالحداثة استعمل الجديد في المحدَث {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} [فاطر: ١٦]. وتأمل {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد: ٥] , {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [السجدة: ١٠]


= الشيء عما يجاوره هو صورة الحبس هنا، وفي (جود - جيد) تعبر الواو عن الاشتمال ويعبر التركيب عن قوة امتداد المحتوَى أي أو خروج (= امتداد) ما هو عظيم (في بابه) بقوة كالمطر الجود. وفي (وجد) تسبق الواو بمعنى الاشتمال، ويعبر التركيب عن وقوع ما هو مادي أصلًا (قوي أو صلب) في الحوزة، وهو معنى الوجود، وكونه في الحوزة اشتمال. وفي (جدث) تضيف الثاء معنى خروج الغليظ منتشرًا، فيعبر التركيب عن نبث التراب ونحوه بقوة من أرض مستوية كما في حفر الجَدَث. وفي (جَدَر) تعبر الراء عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن استرسال امتداد الصلب العريض (ارتفاعًا) كحال الجدار. وفي (جدل) تعبر اللام عن التعلق والاستقلال ويعبر التركيب عن التفاف الشيء بعضه على بعض باشتداد وتماسك مع تميز - كجَدْل الحَبْل وكما في المجادلة من اشتباك وعدم تيسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>