للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذكورة وجُلّ الدابة والجِلال الحَجَلة، والقُطُف والبسط والأكسية واسعة ويقصد بها الصون. ومن ذلك "الجليل: الثُمام "فهو نبت ضعيف (ينبت بَعْليا بانتشار) يُحشى به ويُسَدّ به خَصاص البيوت وتُغَطَّى به سُقُفها. وسدّ الخصاص، والحشو، وتغطية السُقُف كل ذلك يُقْصَد به الصون.

ومن التغطية الواسعة دون قيد الصون "الجِلّ - بالكسر: قصب الزرع وسُوقه إذا حُصد عنه السنبل " (فبقى هو يغطي وجه الأرض فحسب) وجَلَّلَ المطر الأرض: عمها وطبقها فلم يدع شيئًا إلا غطى عليه " (المصباح).

ومن ذلك الاتساع العظيم استعمل التركيب في التعبير عن العِظم المادي. "الجِلّ: نقيض الدِقّ - بالكسر فيهما. وفي عظم الكَمّ "جُلّ الشيء - بالضم: مُعْظَمُه "، وفي عِظَم المِساحة (العِرَض) "المَجلة: الصحيفة: فيها الحكمة " (عِرَض نسبي)، وفي عظم السنّ مع عِظَم البدن والقَدْر (وبينها نوع من التلازم) "تجالّت المرأة: أسنت وكبرت. وجَلّ الرجل: أسنّ واحتنك. وجَلّت الناقة: أسنّت،


= وكما في الجَلَى: انحسار الشعر من مقدم الرأس، وفي (وجل) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال ويعبر التركيب معها عن اشتمال على خفيف الجرم من شأنه الاضطراب كالماء المستنقع في الوَجيل والموجِل. وفي (أجل) تسبق الهمزة بما لها من دفع ويعبر التركيب معها عن تجمع مؤقت (أي زائل منتقل غير دائم) كما في المأجِل الحوض لجمع الماء ... وفي (جلب) تعبر الباء عن تجمع تلاصق مع رخاوة ما، ويعبر التركيب معها عن إلحاق (= إلصاق) بعد نقل أو امتداد (= اتساع. وفيه أيضًا غرابة) كجلب الإبل وكجُلْبة السكين (وهي ليست منها). وفي (جلد) تعبر الدال عن ضغط ممتد وحبس، ويعبر التركيب عن تماسك وتحبس، فينشأ الشيء مجسمًا عظيمًا كالجَلْس: الجبل. (عظم الشيء المتماسك يمثل التحبس واتساع الحيز معًا).

<<  <  ج: ص:  >  >>