للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك "اه [ل].

أما "الجَيْهلة: الخشبةُ التي يحرَّك بها الجمر "فهي لتهوية النار وتقويتها بتحريك الجمر فينفذ الهواء (الفراغ) بين أثنائه.

(جهنم):

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} [آل عمران: ١٦٢].

"بئرٌ جَهَنّم -بفتحتين فشدّ، وجَهَنّام (بتثليث الجيم والنون مشددة): بعيدة القعر ".

° المعنى المحوري بُعْد قَعْر الشيء وعُمق تجوفه مع اضطمامه على هذا التجوف. كالبئر الموصوفة. ومن هذا جَهَنّم التي يعذّب فيها الكافرون -نعوذ بالله منها ومما يؤدي إليها. وقد تكرر في الأحاديث وصفها بالعمق السحيق مثل " .. يهوي بها في جهنم سبعين خريفًا، وقد سماها الله عز وجل هاوية {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: ٩]- "والهاوية: كُلُّ مَهْواةٍ لا يُدْرَك قعرُها " [ل]. ومن الناحية الصوتية فإن الجيم تعبر عن هيكل غير مصمت، والهاء عن فراغ جوفه، والنون عن امتداد ذلك الفراغ في الباطن والميم عن تضامها واستوائها على ذلك بقيام هيكلها هكذا أو بأن عمقها الشديد جدًا يُبْرِز تضامّ ظاهرها على جوفها أو على ما يُلقى فيها. ولا أظننا -بعد استعمال اللفظ وصفًا للبِئْر وعَلَمًا ولقبًا [ق]، وبعد انطباق المقاييس الصوتية العربية على اللفظ- بحاجة إلى الإطالة في تزييف ادعاء تعريب اللفظ عن الفارسية أو العبرية كهنام (المعرب ص ١٥٥). بل نضيف تأكيدًا لأصالة عروبته أن من الاستعمالات العربية "كل نار عظيمة في مهواة فهي جَحيم "والصلة الصوتية بين الجحيم وجهنم واضحة، فالحاء والهاء أختان

<<  <  ج: ص:  >  >>