للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالضم: لَوْنُ سواد بظهر مع لون آخر خُضْرة أو حُمْرة " (لون معتم، فهما لونان مختلطان كأن السواد محتوى في أثناء الخضرة أو الحمرة فالأحوى الأسود من شدة الخضرة أو من القِدَم والعِتْق) {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (٤) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} يمكن في ضوء الآيات السابقة التي تبين نعمة الله في إبلاغه ما خلق إلى كمال حاله .. {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} أن نفر الغُثَاء الأحوى بالنبات الشديد الخضرة حتى يَسْوَدّ قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن: ٦٤] واللغة لا تمنع أن يراد بالغثاء المرعى نفسه، إذ هو خَضِر غضٌّ ليس أشجارًا ولا أعوادًا صُلْبة ولا هو مُحَمَّل بحب يُؤْكَل كالقمح والشعير، وهو يؤكل غضًا وجافًا. ثم قد جاء تسمية النبتة الضعيفة غُثَاء في حديث القيامة "كما تَنْبُتُ الحِبَّة في غُثَاء السيل. ثم جاء في مسلم "كما تنبت الغُثاءة "يريد ما احتمله السيل من البزورات " [ل غثا] وفي رواية "كما ينبت البقل [التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول ٥/ ٣٢٩] فهذه تفسر تلك. وفي [ق] يقال "غَثِيت الأرض بالنبات -كرضى: كثُر فيها "اه فسمي النبات الكثير غثاء. ومما يشبه ذلك ويؤيده قولهم للضبع: غَثْواء- لكثرة شعرها [ل] والشَعَر من الجِلْد كالبَقْل من الأرض. وعلى ذلك يكون المعنى أخرج المرعى فأبلغه كمال حاله بأن جعله طبقة كثيفة غَضَّة حَوّاء وهذا كماله حال المرعى. {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦)} أي لا تخف ألا نصل بنعمتا عليك إلى كمالها بأن تنسى بل سنقرئك فلا تنسى أبدًا. فهذا كمال هذه النعمة.

ويجوز غيرُ هذا: أن تكون أحوى بمعنى أسود أي من البِلَى وصفًا للغثاء الذي يصير إليه المرعى بعد تجاوز مرحلة التمام، والكلام على ترتيبه مع طيّ المرحلة الوسطى لأنها معلومة، وأخيرًا مجوز أَن تكون (أَحْوىَ) حالًا من المرعى بتقدير تقديمه على {فَجَعَلَهُ غُثَاءً}.

<<  <  ج: ص:  >  >>