للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حجب):

{فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: ٣٢].

"الحَجَبَتان -بالتحريك: حَرفَا الوَرِك اللذان يشرفان على الخاصرتين. والحاجبان العَظْمان اللذان فوق العينين بلَحْمِهما وشَعْرهما. وحجاب الجوف: ما يحجب بين الفؤاد وسائره لحمة رقبقة كأنها جلدة قد اعترضت مستبطنة بين الجنبين تحول بين السَحْر (= الرئة) والقُصْب (= الأمعاء) " [تاج].

° المعنى المحوري حماية أو ستر للشيء بحائل قوي يحجز غيره عنه. كما تحيط الحجبتان بقاع البطن وما فيه كالحَوْض له، وكما يُغطِّى الحاجبان مُقلةَ العين. وكما يحجز حجابُ الجوف القُصْبَ عن القلب والرئة. ومعنى {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: ٣٢] "غابت الشمس واستترت بما يسترها من الأفق " {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: ٥٣]. {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ} [الأعراف: ٤٦] أي بين النار والجنة -لأنه جرى ذكرهما- حاجزٌ أي سور، وهو السور الذي ذكره الله له قوله {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} [الحديد: ١٣ - قر ٧/ ٢١١]. {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} [فصلت: ٥] أرى أن هذا تعبير ثالث عن الإعراض [ينظر قر ١٥/ ٣٣٩] {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: ٤٥] في (مستورا) قولان: أحدهما أن الحجاب مستور عنكم لا ترونه، والثاني أن الحجاب ساتر عنكم ما وراءه. ويكون مستورًا بمعنى ساتر " [قر ١٠/ ٣٧١] والأول أقوى معنى. ولم يبق من ألفاظ التركيب القرآنية إلا (حجابا) في [مريم: ١٧، (محجوبرن) المطففين: ١٥] وهما واضحان.

<<  <  ج: ص:  >  >>