للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أحد):

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١]

[في ل (أحد) أن (أَحَدًا) هنا أصلُها (وَحَد) أُبدلت الهمزة من الواو. وقال في معنى اسم الله الأحد: إنه هو "الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر "اه وفيه "استأخذ الرجل: انفرد ". وقد جاء في شعر النابغة في وصف ثور {بذي الجليل على مُسْتأْنِسٍ وَحَد} ومعنى الوَحَد هنا المنفرد] وأقول إنهم جعلو هنا تركيبين (وحد) و (أحد) وجعلوا لكلٍّ أحكامًا [ينظر حاشية الشهاب ٢/ ٢٤٦] وخلاصة ما أرى أنه تركيب واحد معناه الانفراد، لكنه انفراد مقترن بشيوع، فإذا وقع في غير سياق الإيجاب بأن كان في سياق نفي أو نهي أو استفهام أو شرط فإن معناه (أيّ واحد) ولمعنى الشيوع هذا جاز {بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} [البقرة ١٣٦ ومثلها ما فيها ١٨٥، ٢٨٥] آل عمران ٨٤، النساء ١٥٢]. وإذا وقع في سياق إيجاب وكان مضافًا ظل معناه (أيّ واحد)، لكن من أفراد المضاف إليه. والشيوع يتحقق بعدم قصد التعيين وهو بذلك المعنى في القرآن كله في الحالتين. وإن وقع في سياق إيجاب وهو غير مضاف تحول معنى الشيوع إلى إطلاق، وعبّر لفظ (أحد) عن الانفراد المطلق، كما في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. وما أورده [ل] يعني أن المبالغة في تعبير (أحد) هنا عن الوحدانية تتمثل في أنها أزلية. وهذا وجه جيد، لكن هناك وجهًا آخر لهذه المبالغة يؤخذ من تفسير الأحد بالمنفرد هو التفرد أي تفرده سبحانه بالتصرف في كل أمور ملكه ومخلوقاته، كما قال سبحانه {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: ٥٤]. وذلك بالإضافة إلى التفرد الذاتي. {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [التوبة: ٦] (أي واحد)، {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} [الأحزاب: ٣٢] أى ليست

<<  <  ج: ص:  >  >>