للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد استعملت بعض مفردات التركيب بمعنى "البياض "وهو يتأتى من الانكشاف بعد الانتقاص من الظاهر -كما عبروا عن شديد البياض بالأقشر، ويتأتى البياض أيضًا من الخلاء المرتب على الغئور إلى الباطن (فقد عبروا عن الخالي بالأبيض، واستعملوا السواد في التجسم وانشغال الظاهر -ينظر سود، بيض) كما يتأتى (البياض) من لزوم الجوف (أي البيوت) بالنسبة لنساء المدن، أمما اللاتي يخرجن إلى المرعى في البادية فتُلَوّحُهُنّ الشمسُ. كما قال العرب لابنته. {فالزَمِي الخُصّ واخفِضِي تبيضِضِّي} [ل بيض]، والأعراب يسمون نساء الأمصار: الحَواريات "لبياضهن وتباعدهن عن قشف الأعراب بنظافهن. والأحورِىّ: الأبيض الناعم من أهل القرى، والحوراء: البيضاء لا يقصد بذلك حَوَر عينها "وجمعهن حُور {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: ٧٢] وكذا كل (حُور). وقالوا أيضًا في الحُور إنهن الشديداتُ بياضِ بياضِ العين أو هذا مع شدة سَواد السواد (وهذا يتضح أكثرَ بالعَيَن وهو اتساع العين) وقد ربطوا ذلك ببياض البَدَن أيضًا. وقد قال الأصمعي لا أدري ما الحَوَر في العين. وما جاء في [قر ١٦/ ١٥٣] أن الحَوَر أن تسود العين كلها "= لا وجه له.

و"الحُوَّارَى -كشُقارى: الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق وأجوده وأخلصه (من القِشْر) (فهو باطن الحَبّ) والجَفْنة المحوَّرة التي يعلوها الشحم ". (لبياضه، وأنه من الجوف).

و"الحَواريون: صفوة الأنبياء الذين قد خَلَصوا لهم "يترجح لدى أنه من الاستدارة أي لقربهم منهم ومداخلتهم والالتفاف حولهم (ولا سند لزعم تعريبها) وتعريف بعض اللغوين إياهم "بخُلَصاء الأنبياء وصَفْوتهم "هو تعبير

<<  <  ج: ص:  >  >>