للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اثنى عشر قولًا، منها عشرة فيها النص على أن الحزن يكون لفوات شيء في الماضي، ولكن الآية التي معنا واقعة في أمر حاضر. وفي {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: ١٣] هي في حاضر أو مستقبل. وكل ما في القرآن من (الحُزن) ومضارع (حزِن) و (حزَن) فهو بمعنى الشعور بالألم والخشونة في النفس والغَمّ ولا يتأتى فيه قيد فوات شيء إلا بتكلف. ؤلذا فقول الراغبَ الحزَن والحزونة خشونة في الأرض وخشونة في النفس لما يحصل (فيه) من الغم "أدق مما اشتهر. وقوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: ٣٤] هذا يقوله الذين استقروا في الجنة. وفي المراد ذكروا أمثلة من هموم الدنيا (المعيشة وكراء الدار وخوف عدم تقبل الأعمال ...) وهموم الآخرة (أهوال الموقف وطول المكث على الصراط ...) والصواب أنه يعم كل حزن من أحزان الدنيا والآخرة [ينظر بحر ٧/ ٣٠٠].

° معنى الفصل المعجمي (حز): ما يشبه الشق الدقيق في شيء صُلب وما يلزمه من التميز كالحز في العود والعظم. -في (حزز)، وكإحاطة الشئ بما يفصله عن غيره بمسنّاة أو غيرها- في (حوز) و (حيز)، وكالتجمع مع ضدة وتميز عما يجاور كالحزباءة: الأرض الغليظة، والحزب من الناس -في (حزب)، وكالحزون: ما غلظ من الأرض في ارتفاع يميزها- في (حزن).

[الحاء والسين وما يثلثهما]

(حسس- حسحس):

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: ١٥٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>